فشلت هيئة التنسيق السورية برئاسة هيثم المناع والمجلس الوطني برئاسة الدكتور برهان غليون في التوصل إلى اتفاق حول آلية العمل السياسي في المرحلة المقبلة، وذلك بعد أن أعلنت هيئة التنسيق من طرف واحد التوصل إلى اتفاق الأمر الذي نفاه المجلس، معتبرا أن ما جرى من مباحثات ما هو إلا مسودة اتفاق. وأكد عضو المجلس الوطني السوري عمر إدلبي في تصريح ل «عكاظ»، أن ثمة اختلافات بين هيئة التنسيق والمجلس وأول هذه الخلافات حول التدخل الخارجي الذي ترفضه الهيئة بكل أشكاله حتى في إطار الحظر الجوي. فيما يرى المجلس الوطني أن كافة الخيارات مفتوحة لحماية المدنيين من قمع النظام. واتهم الهيئة بنشر مجريات اللقاء بين الطرفين وإعلان الاتفاق مسبقا للضغط على المجلس الوطني والمضي في سياسة الهيئة التي اعتبرها في الوقت ذاته لا تتماشى وسياسة المجلس الوطني. وأضاف إدلبي أن من أبرز الخلافات بين المجلس وهيئة التنسيق هو الاعتراف بالجيش السوري الحر، إذ ترى الهيئة في الجيش مجرد تنظيم مسلح لا يجب الاعتراف، فيما يؤكد المجلس الوطني على دوره في المرحلة الحالية نظرا لدوره في حماية المدنيين. وقال إن المجلس ليس مستعدا أن يخسر قاعدته الشعبية في الداخل السوري على حساب الاتفاق مع الهيئة التي لا تتمتع بقاعدة شعبية، فضلا عن أنها مرفوضة من قبل الشارع السوري. وتساءل هل يمكن للشعب السوري الاستمرار في نزف الدماء في الوقت الذي ترى فيه الهيئة أن على الشعب تقديم المزيد من التضحيات دون طلب المساعدة من الخارج، واصفا رؤية الهيئة بأنها رومانسية تراهن على إهراق دم الشعب السوري الأعزل. من جهة أخرى، دعا البرلمان العربي «هيئة استشارية للجامعة العربية» أمس إلى سحب المراقبين العرب من سورية فورا، لافتا إلى أن القمع الدامي للاحتجاج مستمر رغم وجودهم. وحث رئيس البرلمان العربي علي الدقباسي في بيان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي على سحب المراقبين العرب على الفور «مع استمرار النظام السوري في التنكيل وقتل المواطنين السوريين الأبرياء، فضلا عن انتهاك بروتوكول الجامعة المعني بحماية المواطنين السوريين. وأشار إلى تزايد أعمال القتل والعنف التي راحت ضحيتها أعداد كبيرة من أبناء وأطفال الشعب السوري المطالب بالحرية واحترام القانون وتعزيز حقوق الإنسان». وقال إن ذلك يتم بوجود مراقبين من جامعة الدول العربية، الأمر الذي أثار غضب الشعوب العربية. يأتي ذلك في وقت تتأهب فيه الجامعة العربية لإرسال فريق جديد من المراقبين إلى سورية، حيث أعلن عدنان الخضير رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي الجامعة العربية أنه سيتم انضمام 22 مراقبا وصلوا من العراق و25 مراقبا من دول مجلس التعاون الخليجي للحاق ببعثة المراقبين خلال الأسبوع الحالي. إلى ذلك أفاد التلفزيون السوري الرسمي أمس أن أعضاء بعثة مراقبي الجامعة العربية تجولوا في عدة مدن وزاروا مستشفيات في حمص وأدلب ودرعا. وأفادت لجان تنسيق الثورة السورية أن قوات النظام قتلت أمس ثمانية محتجين في حي داريا في العاصمة دمشق، ما يرفع حصيلة القتلى الذين سقطوا منذ بدء مهام بعثة المراقبين العرب في 23 ديسمبر (كانون الأول) الماضي إلى 286 قتيلا. على صعيد آخر، كشفت صحيفة (ديلي ستار صندي) أمس، أن وزارة الدفاع البريطانية وضعت خططا سرية لإقامة منطقة حظر جوي فوق سورية يشرف عليها حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأن عملاء من جهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6) ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) موجودون على الأرض في سورية. وذكرت الصحيفة أن وزارة الدفاع البريطانية وضعت خططا سرية لإقامة منطقة حظر طيران فوق سورية يشرف عليها (الناتو)، وأن بريطانيا تحتاج أولا إلى دعم من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة لتنفيذ هذه الخطط. وأوضحت أن مسؤولا أمنيا بريطانيا أكد أن عملاء من جهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6) ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) موجودون على الأرض في سورية لتقييم الوضع، فيما تجري القوات الخاصة البريطانية اتصالات بالجنود السوريين المنشقين لمعرفة احتياجاتهم من الأسلحة وأجهزة الاتصالات في حال قررت الحكومة البريطانية تقديم الدعم لهم.