أنقذت العناية الإلهية 32 بحارا مصريا من الموت غرقا وسط البحر البارحة، بعد تدخل طاقم ناقلة النفط السعودية (الزورق ستار) وهم في طريقهم إلى مرفأ جازان، بعد مضي أربعة أيام قضاها أفراد الطاقم في عرض البحر يصارعون الموت داخل المياه الإقليمية، إزاء تعذر الاستجابة لنداءات الاستغاثة وانقطاع جميع وسائل الاتصال في مركبهم. وتمكن الطاقم السعودي من التقاط ترددات نداءات استغاثة وتحديد موقع المركب، ولم يتردد في أداء واجبه الوطني والإنساني، وتم إنزال قوارب مطاطية لانتشال كامل أفراد الطاقم والمركب إلى بر الأمان. وعبر قائد المركب المصري الربان السيد محمد عن بالغ سعادته والعبرات تتلألأ في عينيه، قائلا «الحمد لله على سلامة الجميع، ونتقدم بالشكر لأفراد الناقلة (ستار) وللحكومة السعودية على موقفهم النبيل الذي ليس بمستغرب». وزاد الربان السيد، «قبل أربعة أيام، كان المركب يسير في وضعه الطبيعي، وفجأة تعرض عمود المحرك (الرفاس) لعطل مفاجئ وسقط في عمق البحر، وعلى الرغم من أن المنطقة المحيطة بالمركب تغص بأسماك القرش، لم أتردد في المجازفة بحياتي للغوص تحت المركب لمعاينة العطل، في محاولة أخيرة لإنقاذ زملائي البحارين من الموت غرقا، وبعد تأكدي من استحالة إصلاح العطل صعدت إلى سطح المركب، وأخذت المياه تتسرب بكميات ضئيلة إلى داخل المركب، وأخذ الجميع يصارع للنجاة من خلال نزح المياه المتسربة ورأب الصدع، مع ترديد نداءت الاستغاثة للمراكب والسفن الأخرى دون جدوى، ولم نتمكن من تحديد وجهتنا البحرية لتعطل أجهزة الهواتف النقالة، وما أن دب اليأس في نفوس جميع البحارة وأخذوا يستسلمون للأمر الواقع في ظل نقص المؤن الغذائية ونفاد مياه الشرب، عاد الأمل من جديد بعد أن التقطت أجهزة قبطان السفينة (ستار) النداء وتمكنوا من إجلاء كامل الطاقم والمركب إلى بر الأمان .. توبة من هذا العمل سأبحث عن مهنة أخرى!». من جهته، أوضح الناطق الإعلامي في قيادة حرس الحدود في منطقة جازان العقيد عبدالله بن محفوظ، أنه في تمام الساعة 8:40 دقيقة، تلقى مركز القيادة والسيطرة في منطقة جازان بلاغا من القوات البحرية الملكية السعودية في جازان، عن وجود نداء استغاثة من قارب صيد مصري اسمه (بركة الحاج محمد) على متنه 32 صيادا، وعلى الفور وجه قائد حرس الحدود اللواء عبدالعزيز الصبحي للوحدات البحرية وقطاع فرسان بالتدخل السريع وإجلاء أفراد الطاقم، وأثناء ذلك، ورد اتصال من قبل أحد المسؤولين في أرامكو السعودية يحيى الزهراني يفيد بتواجد ناقلة سعودية تابعة للشركة بالقرب من الموقع ستتولى عملية الإنقاذ، وأجلي الصيادون من على متن قاربهم إلى ظهر الناقلة وهم في حالة جيدة، ووجه اللواء الصبحي وحدات حرس الحدود لاستقبال وإسناد الناقلة (ستار) التي تقل الصيادين من قبل زورق الموسم التابع للوحدات البحرية، حتى وصولها إلى مقرها في منصة التوزيع التابعة لأرامكو، ونقل البحارة إلى رصيف الوحدات البحرية وكان في استقبالهم قائد حرس الحدود في جازان وعدد من الضباط، وتم تكليف فريق طبي من قسم الشؤون الطبية في حرس الحدود لمعاينة جميع الحالات وقدمت لهم الخدمات الطبية اللازمة، وتجهيز مقر لإقامتهم إلى حين انتهاء الإجراءات المتبعة. وأكد العقيد ابن محفوظ أنه سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة حيالهم، وفق التعليمات والأنظمة السعودية المعمول بها في مثل هذه الحالات.