تباينت مطالبات المشاركات في جلسة ملتقى المثقفين السعوديين الثاني عن ثقافة الطفل أمس، بين مطالبة بوكالة مستقلة في وزارة الثقافة والإعلام تتولاها امرأة بمنصب وكيل وزارة مفرغ وبين تأسيس وكالة لثقافة الطفل وإنشاء إدارة عامة متخصصة بثقافة الطفل، إضافة إلى وتدريب وتطوير الطاقات البشرية العاملة في حقل ثقافة الطفل ووسائل الإعلام والاتصال، ودعم وتشيع المبادرات والإبداعات المقدمة من التربويين والمثقفين والفنانين في مجال ثقافة الطفل ودعم ونشر الإنتاج المحلي المقدم للأطفال والبرامج الإعلامية الموجهة للأطفال، وإيجاد جوائز سنوية لتحفيز الإنتاج في مجال ثقافة الطفل، وتأسيس مكتبات الأطفال وإقامة معارض للكتب، ومسابقات العروض المسرحية والمعارض الفنية، وإصدار مجلة أطفال، وتأسيس موقع إلكتروني لثقافة الطفل. وانتقد المشاركات في الجلسة واقع الخطط المعدة لتعزيز ثقافة الطفل، وقالت الدكتورة وفاء السبيل متالمة من الواقع «استعرضت التوصيات التي قدمتها في ملتقى المثقفين السعوديين الأول وما أنجز منها، فوجدتها لم ترض المتخصصين والمهتمين وتطلعاتهم بشأن ثقافة الطفل». وأضافت: لعل أهم التغيرات الخجولة التي حدثت في الساحة الثقافية للأطفال هي إطلاق قناة خاصة للأطفال «قناة أجيال» والتي كانت استجابة للمطلب الذي رفع في الملتقى الأول، مطالبة بتغييرات كبيرة بحجم المسؤولية الملقاة على وزارة الثقافة والإعلام. أما الدكتورة هند الخليفة فطالبت برفع مستوى جودة الأداء ومنافسة الإنتاج والخدمات العالمية المقدمة للأطفال، وعزت أسباب ضعف الإنتاج في مجال الطفل إلى ضعف مستوى التأهيل والتدريب للعاملين في مجال الطفولة. وقالت «كثير منهم يمكن أن نصنفه ضمن المجتهدين الذين تنقصهم المهنية والتخصص لذلك تظهر أعمالهم لا تتواءم مع حاجات الطفولة، إضافة إلى شيوع العمل الفردي غير المؤسسي مما يؤثر على حجم ومستوى الإنتاج المحلي المقدم للأطفال في مجال الثقافة والإعلام، والنظرة الهامشية للطفولة على شتى المستويات، سواء على المستوى الرسمي أو الأهلي الخاص أو حتى على مستوى الأسرة والمجتمع، وهذا أدى بدوره إلى عدم صرف وقت وجهد ومال على ما يقدم للأطفال لعدم الوعي بأهميته، بالإضافة إلى وجود قيود وضوابط تحول دون الإبداع والتجديد والابتكار، سواء في الأنظمة أو المعاملات الحكومية التي تعيق الإفراد ومؤسسات الإنتاج المحلي عن تقديم المستوى المطلوب من حيث الكم والنوعية». كما دعت الحسين وزارة التربية والتعليم عدم انحصار دورها في مجال الاهتمام بالتعليم فقط وإدخال الثقافة كمقوم رئيسي في مهام المدرسة والبيئة التعليمية، وإقامة مسابقات للكتابة والتأليف للطفل بين منسوبي وزارة التربية والتعليم، وإقامة مسابقات لرسم كتب الأطفال، والاستفادة من المدراس في نشر المكتبات في الأحياء. وقالت: الطفل السعودي يقضي يومه بين المدرسة ومشاهدة التلفاز وحلقات تحفيظ القرآن وارتياد الأسواق، ولذلك عملية الإثراء الثقافي لابد أن تبدأ وتعبر من خلال وزارتي التربية والتعليم ومؤسسات المجتمع. وفي الجلسة أوضح الدكتور محمد الربيع في مداخلته «علينا أن ننظر لثقافة الطفل بجدية ويجب ألا نتحدث عن الطفل، بل يتحدث الطفل عن نفسه». وقال: الكثير من المبدعين في أدب الطفل لهم مستشارون من الأطفال. أما الدكتورة سهام القويحظ فاقترحت ثلاثة مرتكزات لثقافة الطفل، وقالت: أولا يجب أن نعتبر ثقافة الطفل حقا من حقوقه كحقه في التعليم، كما يجب دعم كتاب الطفل من يذهب للمكتبات يدرك أن كتب الأطفال من أغلى الكتب سعرا بحيث لا تستطيع الأسر المتوسطة اقتناءها، ثالثا أن تحول الشخصيات التاريخية السعودية على أفلام كرتونية توجه للطفل.