افتتح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة مساء أمس الأول، فعاليات الملتقى الدولي لثقافة الطفل في دورته الأولى تحت عنوان «تعال لوّن عقلك»، في مركز الملك فهد الثقافي في الرياض، والذي تضمن معرضا مصاحبا ضم أجنحة لدور النشر وصناع كتب أدب الطفل على المستويين المحلي و الدولي، هدف إلى فسح المجال لتبادل المعلومات والتواصل مع رواد عالم النشر للأطفال والمربين في العالم. ورفع وزير الثقافة والإعلام الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على موافقته الكريمة على إقامة «الملتقى الدولي لثقافة الطفل» برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وقال: «إن الأمم أدركت أن ثقافة الطفل لم تعد ترفاً أو إضافة، ومن هنا اهتم الإسلام بالأطفال اهتماماً كبيراً ، فحض على حسن تربيتهم والعطف عليهم، وأوصى الآباء والمربين بأن يتفهموا مشاعرهم، وأن يدخلوا إلى عالمهم، ويفهموا نفسياتهم، وينزلوا إلى مستواهم»، داعيا أفراد الأمة تحمل مسؤوليتها تجاه من يرعون، وأكد أن هذه المسؤولية توجب علينا أن نعدهم إعداداً يؤهلهم ليخوضوا ميادين الحياة مسلحين بالعلم والإيمان، وأن نزودهم بثقافة تغذي الجوانب السامية في نفوسهم ليكونوا رواداً في بناء الحضارة لا يسبقهم إلى ذلك سابق. وأوضح الدكتور خوجة أن وسائل الاتصال الحديثة بما أحدثته من سرعة بث المعلومات جعلت العالم قرية كونية صغيرة مؤثرا ومتأثرا عبر استقباله لكل ما يصله من برامج وكتب ومنتوجات ثقافية غثها وسمينها دون تمييز ، قائلا: «ولأن التواصل فيما يتعلق بثقافة الطفل أصبح أمرا إلزاميا بين كل المهتمين بها لحماية النشء من المعلومات الخاطئة والاستهدافات المغرضة ولحماية القيم والأخلاق والمكتسبات الحضارية من التزييف والغش والتدجيل ودس السم في العسل والمعادلة الصعبة هنا كيف نصبح منفتحين على حضارات العالم بحكمة وأصالة ؟». وأكد الدكتور خوجة أن الطفل يعد النبتة الحقيقية، متى تم الاهتمام به الاهتمام الصحيح والتام فإنه يعطي مستقبلا متينا وقوياً جدا بمشيئة الله، وقال «كل شيء طيب نعمله لأطفالنا سيكون لنا غرس في المستقبل وللوطن، ونحن والحمد لله نرتكز على قيم أخلاقية عظيمة جداً مستمدة من تعاليم ديننا الإسلامي القويم الذي لم يترك شاردة أو واردة إلا وذكرها وأيضا اهتم الرسول صلى الله عليه وسلم بالطفل وبناء الطفل لأنه هو الأساس»، وأضاف «الملتقى سيكون سنوياً بإذن الله تعالى»، وزاد «الوزارة تدعم كل ما يخدم الطفل وهي على تعاون كبير مع وزارة التربية والتعليم في هذا الخصوص». ونوه الوزير عبدالعزيز خوجة بالملتقى الدولي الذي يهتم بثقافة الطفل وتتشرف المملكة ممثلة بوزارة الثقافة والإعلام بتنظيمه على أرضها أرض الخير والبركات كخطوة أولى بهذا الاتجاه، لافتا الانتباه إلى أن استجابة هذا العدد الكبير من المؤسسات العالمية المهتمة بثقافة الطفل للحضور والمشاركة دليل واضح على إصرار المملكة على إحداث نقلة عالمية فيما يتعلق بتبادل الخبرات بما فيه مصلحة البراعم وتوفير البحوث التي عنيت بثقافة الطفل بين يدي المهتمين والمشتغلين فيها من دول العالم. ونوه وزير الثقافة والإعلام إلى أن هذا الملتقى هو أحد غراس مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم وإتاحة الفرصة لكي يطلع العالم على ما هي عليه بلادنا من رغبة شديدة في اللحاق بركب العلم والمعرفة وتحقيق نهضة الأمة الإسلامية. وفي الحفل ألقت المشرفة العامة على الملتقى وفاء الطجل كلمة بينت خلالها أن هذا الملتقى جاء لدعم روافد الثقافة وتوجيهها والارتقاء بها وإعطائها الصورة المثالية، مبينة أن ثقافة الطفل تبنى بشكل تراكمي من أول يوم له في هذه الحياة وحتى اليوم الذي تتشكل فيه ملامح شخصيته وتظهر هويته الوطنية التي نطمح لرسمها بما يتناسب مع قيمنا وديننا ووطننا. كما لفت الكاتب والأديب سعد الرفاعي في كلمته الأنظار إلى أهمية الطفولة في بناء المستقبل ، وقال: «مشروع المثقف الصغير» يعد أنموذجاً من التطلعات المعبرة عن الاتحاد العصري للطفل»، وأفاد أن جائزة المثقف الصغير التي ستنطلق بعد ستة أشهر سيكون من أهدافها إثراء ثقافة الطفل وتلمس المستوى الثقافي العام له في المملكة. وتحدث عن آلية عمل الجائزة مشيرا إلى أنها ستكون عبر إعلان على مستوى المملكة يتحدد فيه الجدول الزمني والمجالات القرائية وآليات التواصل مع الهيئة الإشرافية على الجائزة والتي ستتكون من لجان استشارية وتنفيذية ولجان تحكيم للمنافسات النهائية التي سيتم تنفيذها وعرضها عبر بث مباشر بالتعاون مع القناة الثقافية. من جهته، بين أمين عام جائزة كتاب الطفل فهد الحجي أن جائزة وزارة الثقافة والإعلام ل «كتاب الطفل» تعد لبنة في صرح صناعة كتاب الطفل العربي وتحفيزا للكتاب والرسامين والناشرين وإسهاماً في الارتقاء بكتاب الطفل شكلا جاذباً ومضمونا يواكب تطورات العصر ووعاء معرفيا مهماً، وقال: «الوزارة إذ تطلق جائزتها في دورتها الأولى عام 2011 فإنها تترجم اهتمامات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ووعي وزارة الثقافة والإعلام في المملكة بأهمية الكتاب في بناء الأجيال الذين هم صناع الغد المشرق المأمول». وفي ختام الحفل قدم وزير الثقافة والإعلام جائزة الكتاب للفائز بها وهدايا تذكارية للجنة تحكيم الجائزة ، وأخرى لسفراء الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المتحدة واليابان ومملكة السويد لدى المملكة، ومثلها للشركات الراعية.