في أحيان تجد نفسك أمام العديد من المواضيع التي تشعر بأنك في حاجة لقول ما تتصوره حيال الحادث، ولأن الأحداث تتقافز كما تتقافز ضباء خراش سوف تجد الحيرة ملازمة لك في أي منها. استطاع خراش صيده وأي منها لم يصد أصلا وتنافر في البرية والكاتب في متابعته لما يحدث هو كقناص يبحث عما يمكن صيده ليس من باب القنص وأنما من باب فتح مغاليق ما يمكن أن تجده أنت كقارىء، أو متابع من علامات معكوفة أو موجهة . وتخبط الآراء هو الأمر الذي يجعل الأفراد في حالة متابعة، وقد تكون الميزانية أهم حدث أشغل الناس خلال اليومين الماضيين، فمع كونها ميزانية غير مسبوقة، تقابلها أمان غير مسبوقة أيضا من قبل المواطنين، وتلك الأماني تبحث لها عن موقع في تلك الميزانية ففي كثير من الأحيان يتحرك الإنسان في حدوده الخاصة وليس العامة وما ساعد على اتساع الأماني الرغبة في اجتياز المعوقات الذاتية للأفراد ،ومن هنا اتسعت التوقعات التي ستفيض بها الميزانية على حياتهم مباشرة من غير اعتناء بتوجهاتها؛ بما يبقي الحياة متوازنة في عالم متغير ..ولأن الأماني متبادلة بين السلطة وبين المواطنين فالأمر بحاجة إلى شفافية تظهر التنوع والرغبات لكل جهة . كما أن هذه الأماني تجد أن هناك من يشعلها وهناك من يطفئها، وفي حالاتها كلها يظل المواطن هو المتلقي للهيب الاشتعال أو لماء الإطفاء من غير تنبه أن ما ينشر ينطلق في كونه واقعا يتمنى البعض حدوثه فمثلا حين تنشر الصحف أن الحد الأدنى لرواتب المتقاعدين هو ثلاثة آلاف ريال، وأن هذا المبلغ قوبل بالرفض من أعضاء مجلس الشورى، وأقر الأعضاء بزيادة الحد الأدني للمتقاعدين إلى أربعة آلاف ريال ،فالقارىء لهذا الخبر لايتنبه إلا للعنوان حين يثبت أن الراتب هو ثلاثة أو أربعة ولا يقرأ أن الأمر ليس حكما نافذا، بل مقترح يمكن أن يقبل أو يرفض . وما يغذينا به مجلس الشورى من أمان لا نتنبه أبدا أنها تغذية لا تغدو تامة إلا بعد صدورها كقرار. وحالنا معه أشبه من يريك وجبة طعام ويقترح أن تقدم إليك ،فرؤيتك للوجبة حقيقة، لكن ليس حقيقة أنها دخلت بطنك . وبين ابتعاد رغباتنا واقترابها لابد من ممارستنا لواقعية ما يحدث، وليس لرغبة ما نبحث، فالانطلاق خلف الرغبة ليس هو الواقع نفسه . للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة