أعلن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أمس أنه سيتوجه إلى الولاياتالمتحدة خلال الأيام القليلة المقبلة لكي يسمح للحكومة المؤقتة بالإعداد للانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة في 21 فبراير (شباط) المقبل لاختيار رئيس جديد للبلاد، فيما أفاد شهود عيان أن قوات موالية له أطلقت النار واستخدمت الغاز المسيل للدموع لمنع عشرات الآلاف من المحتجين من الاقتراب من مقره في العاصمة صنعاء، ما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص وإصابة 90 آخرين. وقال صالح في تصريحات للصحافيين إنه سيتوجه إلى الولاياتالمتحدة ليس للعلاج، مشيرا إلى أنه بصحة جيدة، بل للابتعاد عن الأنظار والكاميرات والسماح لحكومة الوحدة الوطنية بالإعداد للانتخابات بشكل مناسب. وأضاف أنه بعد تلك الزيارة التي لم يحدد مدتها سيعود إلى اليمن لاستئناف العمل السياسي. وقال «سأزاول العمل السياسي مع حزبي كمعارض».وأفاد سكان أن أصوات الرصاص دوت في صنعاء بعد وصول مسيرة كانت انطلقت منذ أيام من مدينة تعز على بعد 200 كيلومتر إلى الجنوب. وكان المحتجون يرددون خلالها شعارات ترفض منح صالح الحصانة. وأوضحوا أن قوات موالية للرئيس صالح انتشرت عند مداخل الشوارع المؤدية لمجمع الرئاسة لمنع أية محاولات من جانب المحتجين للاقتراب من المجمع الذي تم نشر قوات معززة بدبابات ومركبات مدرعة حوله. وتراجعت المسيرة وتوجهت صوب ساحة التغيير التي يتجمع فيها المحتجون. ووصف السفير الأمريكي في اليمن جيرالد فايرستاين المسيرة التي أطلق عليها منظموها اسم (مسيرة الحياة) بأنها «غير سلمية». وقال فايرستاين «إن مسيرة الحياة ليست سلمية والوصول إلى صنعاء؛ بهدف إثارة الفوضى أدى إلى التسبب برد عنيف من قبل الأجهزة الأمنية». واعتبر أن هذا الأمر «لا يعد قانونيا.. وبالتالي فإن الحكومة لديها الحق في الحفاظ على القانون». وقال «إذا قال الناس إنهم يريدون أن يصلوا قصر الرئاسة والبرلمان لمحاصرتهما فإن هذا ليس شرعيا». في هذه الأثناء، شرع البرلمان اليمني أمس في مناقشة البرنامج الذي قدمته حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها محمد سالم باسندوة لنيل الثقة، والذي يستند إلى الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، مسترشدا بمشروع الخطة الخمسية الرابعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والتخفيف من الفقر. وحضر الجلسة جميع أعضاء البرلمان من معارضين ومستقلين ومنتمين لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم.