أنجز فريق علمي من قسم الجيولوجيا والجيوفيزياء بكلية العلوم جامعة الملك سعود دراسة ميدانية تعد الأولى من نوعها في المملكة استمرت عامين عن «التمنطق الزلزالي الدقيق وتأثير استجابة الموقع لمدينتي الدمام والخبر». قدمت الدراسة طريقة وخطة عمل لتقدير الخطورة الزلزالية في المنطقة الشرقية من المملكة، حيث تعتبر مدينتي الدمام والخبر من أكثر المدن التجارية والمالية والتي أظهرت معدل نمو اقتصادي عالٍ في السنوات العشر الأخيرة. وبحسب الدراسة تتميز المدينتان بالزيادة المطردة في المشروعات الإنشائية، والتي تضم إنشاء العديد من الجزر البحرية. وبالرغم من عدم وجود مصدر معروف للزلازل تحت هذه المنطقة، فإن هناك مصادر زلزالية عديدة تقع بالقرب منها، والتي من الممكن أن تسبب خسائر ودمار بمدينتي الدمام والخبر. وذكرت الدراسة أنه يوجد حوض ترسيبي عميق تحت الخليج العربي يصل عمقه تقريبا لعشرة كيلو مترات، وملاصق لأحد الأحزمة الزلزالية النشيطة والمعروفة على سطح الكرة الأرضية وهى جبال زاجروس، وأظهرت التسجيلات الزلزالية الواسعة المدى في الجانب الغربي من الخليج العربي للزلازل، التي تحدث بجبال زاجروس، أن الموجات السطحية تستمر لفترة طويلة، وذلك نتيجة التشتت والتحويلات التي تحدث عند السطح الفاصل بين صخور القاعدة والرواسب السطحية. وبحسب الدراسة تعرضت الفترات الزمنية القصيرة أقل من 1 ثانية للاضمحلال نتيجة للمسافة الكبيرة، بينما تظهر الفترات الزمنية الطويلة مقاومة لظاهرة الاضمحلال التوهين على هذه المسافات الكبيرة. يتضح بذلك أن الزلازل الكبيرة التي تحدث في جبال زاجروس يمكن الشعور بها في المنطقة الشرقية، وليس هذا فقط، بل ويمكن أن تحدث الحركات الأرضية خسائر بالفترات الزمنية الطويلة (من 1 10 ثانية). هذه الحركات الأرضية يمكن أن تؤثر على المباني الهندسية الكبيرة، مثل المباني العالية والجسور (القناطر) الطويلة والتي لها فترات رنين مماثلة (1 – 10 ثانية). شارك في الدراسة فريق عمل مكون من الدكتورعبد الله بن محمد العمري و الدكتور محمد بن سعيد فنيس والدكتور كمال عبدالرحمن السيد وطالبي الماجستير مساعد سالم الحربي ومتعب علي المالكي.