كون المواطن المحب لبلده هو المستفيد الأول من مكافحة الفساد فهو الذي عليه فضح مكامن الفساد الذي نغص عليه حياته رغم أن الدولة وفرت له كل السبل التي تضمن له معيشة يستحقها هو وكل مقيم في بلادنا عندها يتوجب على الجميع المساهمة في مكافحة هذا السرطان فكيف نهيئ لهم القيام بهذا الواجب الوطني؟ لذلك أعلنت هيئة مكافحة الفساد أرقاما تليفونية وإيميلات للإبلاغ على حالات الفساد وكون المواطن العادي لا يملك جميع الأدلة أو بعضها فهو يخشى على نفسه من أن يكون هو الظالم لا المتظلم ويتعرض هو للعقوبة حيث أن الفاسدين لهم طرقهم في إخفاء مكامن الفساد لديهم ولذلك ينبغي منح الصحافة والإعلام حرية أكبر في كشف بؤر الفساد وما أجمل أن تكون هناك مواقع إلكترونية معتمدة ذات مصداقية تتبع لمنظمات داخلية أو عالمية تقوم بعمل استقصاءات أو استبيانات أو استفتاءات عن مدى رضا المواطنين عن الخدمات المقدمة لهم من جميع القطاعات الحكومية ومكامن الفساد التي يعتقدونها وكيفية معالجتها عندها سوف تكون لهيئة مكافحة الفساد نظرة شاملة تضع من خلالها خطة استراتيجية لعمل جبار يرضى عنه الصغير قبل الكبير والفقير قبل الغني وستصبح بلادنا قدوة حسنة لكل الدول. نتطلع أن يكون لهيئة مكافحة الفساد فروع في كل منطقة وأن يعمل بها أفراد موثوق بهم ومشهود بأمانتهم ممن يحملون شهادات وخبرات في مجال القانون والمحاسبة وتدقيق الميزانيات ولا يمنع استعانتهم بمن لديه خبرات هندسية أو طبية أو تعليمية لهم علاقة بمنظمات لها خبرات طويلة في تلك المجالات وأن يكون لها جولات منتظمة على كل إدارة تمس الخدمات إن الفساد الذي هو خيانة وطنية عظمى لن ينتهي في يوم وليلة ولا في سنة أو سنتين ولكن دائما البداية السليمة وتوفير البيئة المنظمة وجودة هيكلتها وتعاون الجميع في القطاعات الحكومية وإعلان محاكمة المفسدين ومصيرهم حسب شرع الله والبدء بكبار المسؤولين المقصرين قبل صغارهم هو الطريق إلى أن نرى نتاج مكافحة الفساد بشكل سريع ومرض لحكام بلاد الحرمين ولشعبهم الذي عاهدهم على السمع والطاعة في الرخاء والشدة. جبريل جعفر