قالت المعارضة السورية إن الهجومين اللذين وقعا بعد يوم واحد من وصول وفد المراقبين التابع لجامعة الدول العربية الى دمشق كانا من تدبير النظام السوري لتبرير قمع الاحتجاجات مضيفة ان السلطات أرادت من خلال تلك الهجمات إرسال رسالة إلى بعثة المراقبين مفادها أن الجماعات المسلحة تنشط بقوة في سورية. ويقول المراسلون إن الهجمات الاخيرة تشير الى تصعيد خطير في مستوى العنف في سورية. وأدانت الولاياتالمتحدة الهجومين وقالت إنهما لا يجب أن يعرقلا عمل بعثة المراقبين التابعة لجامعة الدول العربية. يذكر ان المهمة التي سيضطلع بها مراقبو الجامعة العربية تتلخص في التأكد من التزام السلطات السورية بمبادرة الجامعة التي تنص على انسحاب قطعات الجيش السوري من المدن بهدف وضع حد للعنف الذي تشهده البلاد. ولكن ناشطي المعارضة يقولون إن قوات الامن السورية قتلت يوم الجمعة 12 مدنيا على الاقل. وتقول الاممالمتحدة إن اكثر من 5000 سوري قتلوا واعتقل عدد اكبر منذ اندلاع الاحتجاجات في سورية في مارس / آذار المنصرم. تسرب القاعدة ويقول مراسل بي بي سي في بيروت جيم ميور إنه من الصعب وضع اليد على الجهة التي نفذت هجمات الجمعة، ولكن مما لا شك فيه ان هذه الهجمات لم تكن في مصلحة المعارضة بل خدمت مصلحة النظام. وقد تفقد السفير سمير سيف اليزل مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية رئيس وفد طلائع بعثة مراقبي الجامعة العربية مكان الإنفجار يرافقه فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري. وقال مقداد للصحفيين في وقت لاحق "هذه هدية تنظيم القاعدة في اليوم الاول لوصول مراقبي الجامعة العربية، ولكننا مصممون على بذل كل ما لدينا من جهد لتسيل مهمة المراقبين." من جانبه، سيف اليزل إن التفجيرات لن تثني بعثة المراقبين عن اداء المهمة الموكلة اليها. وقال سيف اليزل: "جئنا للتحقق مما يجري على الارض. لقد كان ما رأيناه اليوم مؤسفا، ولكن المهم ان تهدأ الامور." وتزامن التفجيران مع خروج أعداد من المتظاهرين في مناطق مختلفة من البلاد ضمن مظاهرات أطلق عليها "جمعة بروتوكولِ الموت: رخصة مفتوحة للقتل." ونقل عساف عبود ، مراسل بي بي سي ، عن مصادر رسمية سورية تأكيدها مقتل جميع أفراد حرس مقر المخابرات، وقال المراسل إن الانفجار خلف دمارا في منطقة نصف قطرها مئتا متر حول المكان. اما جهاد المقدسي الناطق باسم وزارة الخارجية السورية فقال لبي بي سي إن لبنان احاط الحكومة السورية علما قبل يومين بأن "مجموعات تابعة لتنظيم القاعدة قد تسربت الى داخل الاراضي السورية من خلال عرسال الحدودية اللبنانية." ولكن "الهيئة العامة لتنسيقيات الثورة السورية" التي تمثل 40 تنظيما معارضا اتهمت الحكومة بتدبير الهجمات وطالبت مراقبي الجامعة العربية باجراء تحقيق فيها. كما اتهم المجلس الوطني السوري المعارض نظام الرئيس بشار الاسد بتدبير الهجمات التي استهدفت الجمعة مقرات امنية في دمشق واوقعت بحسب السلطات السورية اربعين قتيلا وعشرات الجرحى. وقال المجلس في بيان على موقعه "ان النظام السوري وحده يتحمل المسؤولية المباشرة عن التفجيرين الإرهابيين مع أجهزته الأمنية الدموية التي أرادت أن توجه رسالة تحذير للمراقبين العرب بعدم الاقتراب من المقرات الأمنية وأخرى للعالم بأن النظام يواجه خطرا خارجيا وليس ثورة شعبية تطالب بالحرية والكرامة". واضاف البيان "إن التفجيرين حدثا في وقت متقارب، تزامنا مع بدء وصول المراقبين العرب للكشف عن جرائم النظام وعمليات القتل التي يقوم بها بحق المدنيين والمتظاهرين السلميين في سوريا". كما اتهم المجلس الوطني النظام السوري "بنقل آلاف المعتقلين إلى مقرات عسكرية محصنة، وتحذير الأطباء والعاملين في المشافي من الإدلاء بأي تصريحات للمراقبين العرب، ومحاولة إخفاء أي آثار تدل على حدوث عمليات قتل أو تعذيب أو مقابر جماعية يتم فيها إخفاء الذين يتم قتلهم على أيدي زبانية النظام" على حد ما جاء في البيان. يذكر ان الاجراءات الامنية المشددة التي تفرضها السلطات السورية في العاصمة جنب دمشق الاحتجاجات واعمال العنف التي شهدتها مدن وسط وشمالي سورية في الاشهر الاخيرة.