رأى الدكتور مشاري بن عبدالرحمن النعيم أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك سعود والدكتور عبدالله القباع الباحث والأكاديمي السعودي، أن الدعوة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في افتتاح القمة الخليجية أمس للانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد تجسد حلما غاليا لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي. وقال الدكتور مشاري بن عبدالرحمن النعيم ل«عكاظ» إن دعوة خادم الحرمين الشريفين لأن يتجاوز مجلس التعاون الخليجي مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد هي دعوة لتقوية المجلس والسير به قدما للأمام. وأضاف النعيم ليس بالضرورة أن يتفق الجميع الآن على الاتحاد بل يمكن البدء ببعض الدول في المرحلة الحالية على أن يلحق بهم الجميع مستقبلا فالأفضل أن يكون جميع الأعضاء، لكن إذا كانت ظروف البعض لا تمكنهم من إجراءات التوحد الآن فيلعذر بعضنا البعض على أن يسير الثلث أو الثلثان في طريق التوحد على أساس أن يلحق بهم الآخرون فيما بعد مثلما حصل في موضوع العملة النقدية، حيث بعض الدول بدأت المشروع والبعض الآخر فضل التريث. وأكد النعيم على ضرورة أن يسير موضوع الاتحاد بسرعة بين الراغبين من الدول الأعضاء، مشيرا إلى أن ثراء هذا الاتحاد يعني تشكل كتلة سياسية مؤثرة فمجلس التعاون أصبح اليوم أكبر قوة مؤثرة في السياسية العربية وأيضا لها وزنها دوليا فقد اتخذ مبادرات في اليمن وليبيا ومصر وهي فاعلة في موضوع سورية. ولا شك أن هذا الاتحاد سيكون من أكبر الكتل العالمية اقتصاديا وهذا يعطينا تأثيرا أكبر بما يخدم مصالحنا متمنيا التوفيق للقادة. وتمنى النعيم في ختام حديثه أن تجد كلمات الملك عبدالله طريقها الفعلي للتطبيق سريعا. من جهته، رأى الباحث والأكاديمي السعودي الدكتور عبدالله القباع أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إلى قادة دول مجلس التعاون لتجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد تتفق مع دعوة العديد من المثقفين الذين يدعون إلى إيجاد اتحاد فيدرالي. وقال القباع ل«عكاظ» إن المطالبة باتحاد الخليج قضية منتشرة بين العديد من المثقفين الخليجيين والكل يدعو إلى تحقيق اتحاد فيدرالي بين دول الخليج إن لم يكن اتحادا كاملا، والهدف من ذلك هو توثيق الصلة وتعميق العلاقة بين الدول الخليجية لمواجهة الأخطار المحدقة بالمنطقة. وأضاف: لا شك أن خادم الحرمين الشريفين حينما طرح هذه المبادرة الجريئة كان يدرك مدى خطورة ما تتعرض له منطقة الخليج من أخطار متعددة، ولا شك أن جميع المواطنين في الخليج العربي سوف يرحبون بمثل هذا التوجه، وفي اعتقادنا أن هذا يتطلب دراسة متعمقة واتصالات كثيرة حتى تتطور هذه الفكرة لواقع ملموس. وكما ندرك أن ما طرح حول العملة الخليجية الموحدة منذ سنين لم يتحقق حتى الآن ولكن يمكن لهذه الدعوة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين أن تسرع بمثل هذه الخطوات، وأمل الجميع أن تتحقق هذه الأمنية.