يقبع أطول وأقدم جسر في جدة في وسط البلد، ويربط شارع الستين بالطريق المؤدي إلى ميناء جده الإسلامي ومنه إلى مكةالمكرمة، ويخترق أكثر من 15 حيا في الجنوب ويسلكه بشكل كثيف سكان تلك الأحياء. واشتهر بالأسواق المتناثرة على طول امتداده ومن أشهرها وأقدمها التي لها تاريخها السياحي في المنطقة، معظم تلك الأسواق يديرها وافدون، ومن هذا المنطلق قررت إدارة جوازات مكةالمكرمة أن تكون في قلب الحدث، فمنعت المخالفين لنظام الإقامة من التجمع وتركت المتشردين يعيشون برخاء. ورصدت «عكاظ» الحال واقتربت من ترهل وشيخوخة المكان وتعابير الزمان على قارعة الطريق، حيث تعود سكان جدة رؤية أرتال من العمالة الآسيوية تقيم تحته بشكل عشوائي، هذه العمالة من مخالفي نظام الإقامة، ويرغبون الترحيل بالمجان، فيفترشون أرضيته وينامون بين أعمدته وهم متأكدون أن إقامتهم تحته تمثل ورقة ضغط على قنصلياتهم لإنهاء ترتيبات تسفيرهم لبلدانهم، ثم ينتشر بعدها صخب وضجيج ومشاهد مأساوية، خصوصا بعد انتهاء موسم الحج. والجديد تحت جسر الخير (الستين) أن عددا من ضعاف الدخل والفقراء والمشردين يسكنون الجسر ينامون ويعملون ويمارسون كل احتياجاتهم تحت الكوبري فمن المسؤول عن ذلك. يقول محمد حريبي (تحت الجسر) إنه مواطن خمسيني ولا يجد من يعوله أو يسكنه فاتجه إلى جسر الستين الذي يقرب من الأسواق والزحام والمطاعم ليسكن فيه مؤقتا، مؤكدا أنه لا يوجد لديه أي دخل مادي من أية جهة، ويعيش على صدقة المحسنين من الأسواق وينام تحت الجسر ولم يستطع أي شخص طرده من المكان. وأضاف حريبي «يوجد من يعيش نفس الظروف تحت جسر الستين، ويسكن وينام ويعيش ويبحث عن الصدقة، كما أن الحالات تتكرر بين الحين والآخر فيأتي أشخاص ليسكنوا شهورا تحت الجسر، ومن ثم يغادرون ويأتي أشخاص غيرهم وهكذا الحال، والغريب فيهم أن أكثرهم مواطنون تخلوا عنهم أقاربهم بعد أن كبروا في العمر، ولم يجدوا غير كوبري الستين ليعيشوا تحته ليسردوا قصصهم مع بعضهم. من جهته، أوضح المتحدث الرسمي لجوازات منطقة مكةالمكرمة المقدم محمد الحسين أن مديرية الجوازات لديها تعليمات خاصة بمراقبة جميع الوافدين والتأكد من نظامية وجودهم في البلد، والقضاء على كل مشاكل التي تنجم عن مخالفي نظام الإقامة، سواء الهاربين من كفلائهم أو من الذين يتخلفون من الحج والعمرة. وقال الرائد محمد الحسين إن الجوازات تقوم بحملات مستمرة سواء منفردة أو مع الجهات المعنية الأخرى للقضاء على جميع المخالفين والمتخلفين، ومن ضمنهم الذين يتواجدون تحت جسر الستين، مضيفا أن لدى الجوازات خطة متكاملة للحد من وجود المخالفين لنظام الإقامة في جميع المواسم، خاصة بعد موسمي العمرة والحج، مبينا أن هناك آلية ستطبق قريبا ستعالج وجود هذه المشكلة المتمثلة في هؤلاء المخالفين.