أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان علي بن سعيد عوض عسيري أنه لا ينقصنا العقول ولا الكفاءة بل ينقصنا توزيع المهام بشكل صحيح والانفتاح إلى العالم بجميع لغاته وأثنى العسيري على معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في دورته ال55 لهذا العام من حيث تنوع الجهات وأن حجم جناح المملكة كان متميزا وعرض فيه العديد من اللوحات الفنية التي قام بعرضها شباب سعودي وقد نالت إعجاب الجميع بما فيهم رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي حيث التقى بالعديد من المشاركين السعوديين مثنيا على ماشاهده في جناح المملكة من ارتقاء في العرض وتنوع في الطرح الثقافي. وأضاف أنه وجد في المعرض مشاركات سعوديات مؤهلات شاركن في المعرض بنشر كتبهن وماحملن من أفكار متميزة وبعضهن يحملن درجة الدكتوراه إلا أنه أردف قائلا «أبدي أسفي في قلة دور النشر السعودية حيث لم تكن متواجدة بالشكل المطلوب الذي يليق بالمملكة وكان يجب على مثل هذه الدور التواجد والتنسيق وتفعيل مثل هذه اللقاءات والعمل على اختيار المشرف بالتنسيق مع وزارة الثقافة وتحديد المهام المستوجبة عليهم بالمعرض والإعداد الجيد بالمستوى الثقافي اللائق». ودعا السفير العسيري الجميع للعمل لنقل الثقافة السعودية المجهولة في الخارج إلى جميع أنحاء العالم بمعظم اللغات وإبراز مشاركين ومشاركات يجيدون إتقان اللغة لنشر الإرث الثقافي السعودي إلى كل مكان في العالم مؤكدا بذلك على أهمية دور النشر. وأثنى العسيري على ماقدمته الملحقية الثقافية في بيروت من خدمات للارتقاء بالمعرض وتكريم الشخصيات بالشكل الذي يليق بهم وأضاف أن هناك الكثير من المثقفات السعوديات قدمن إبداعهن في الشعر والرواية بما يليق بالمجتمع السعودي الطموح الذي يبحث على الدوام عن الأفضل والأرقى ومنهم الدكتورة مهى باعشن والشاعرة بديعة كشغري والشاعرة رهايف الشريف والروائية بدور حناوي. وأشار العسيري إلى أن الثمرة الحقيقة التي قدمها المعرض هي التفاعل الحقيقي مع الغير والتعريف بثقافة الآخرين ونقل الصورة الحقيقية للمملكة التي نفتقدها في الخارج لأن هناك العديد من البلدان تجهل الدين الإسلامي وثقافته وهذا يعتبر ظلما لنا ويجب أن نبذل جهدا أكبر في المعارض القادمة لنقل الصورة الحقيقية للمملكة. المعرض شهد حضورا لافتا من المثقفين السعوديين والكتاب كان على رأسهم الكاتب حمد القاضي والدكتور عثمان الصيني والملحق الثقافي السعودي الدكتور مساعد بن أحمد الجراح وعبدالله ناصر ومجموعة من المهتمين بوضع القراءة الحرة في المملكة والعالم العربي. وفي جولة «عكاظ» في المعرض في يومه الأخير، الأربعاء الماضي شهد فيه الجناح السعودي نشاطا مختلفا حيث وزع الجناح الكثير من المطبوعات الإعلامية والتاريخية والثقافية مجانا على زواره وفي نفس المساء كانت آخر أنشطة الجناح المقام على أكبر مساحة ممكنة في المعرض الذي ينظم في «بيال» بيروت وبحضور السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري والملحق السعودي الثقافي مساعد الجراح أمسية ومحاضرة عن اتجاهات القراءة الحرة في المملكة ألقاها رئيس تحرير «المجلة العربية» الدكتور عثمان الصيني وهي التي شهدت حضورا كبيرا من المثقفين السعوديين والعرب حاضري المعرض في يومه الأخير مثل الروائي يحيى سبعي من المكتب الثقافي السعودي في بيروت والناقد والمهتم التشكيلي صالح بوقري والزميل سامي خميس رئيس تحرير مجلة جدة الصادرة من أمانة مدينة جدة وغيرهم الكثير. وقال مساعد الجراح: مشاركاتنا الثقافية في هذا المعرض العريق في دورته الحالية ال55 كانت مؤكدة الحضور والفاعلية بمحاضرات لكثير من المثقفين السعوديين والعرب وإن مشاركاتنا السعودية غدت أكثر وضوحا في المعارض السنوية المختلفة للكتاب وذلك بعد أن أصبحت نحو 14 جهة حكومية تشارك في هذه المعارض بالأنشطة المختلفة وسيما المشاركات الثقافية للرئاسة العامة لرعاية الشباب. كما كان الشاعر السعودي سعود شربتلي يتجول بين أجنحة ودور المعرض المختلفة عندما ألتقينا به ليقول: أحرص دوما أن أكون متجولا في المعرض في دوراته المختلفة حيث تجدني فيه حتى لوكنت في خارج لبنان، ذلك كونه من أهم وأعرق معارض الكتاب إلى جانب معرض القاهرة حيث تعرض فيه أهم وأحدث الإنتاجات المختلفة. وفي هذه الدورة التي رعى افتتاحها رئيس الوزراء السيد نجيب ميقاتي والسفير السعودي علي العسيري وحضور فؤاد السنيورة وغيرهم من الشخصيات كوزير وسفير ومثقف وإعلامي وغيره من المهتمين يجعلك تقف كثيرا بل وألف مرة لتقرر الزيارة اليومية لهذا المعرض، وفي مرافقتنا له في الجولة مع كاميرا «عكاظ» وجدنا أن اهتماماته الأولى كانت في كتب الأنساب والتاريخ والحكمة والأمثال العربية لدى مختلف الأمم العربية بلهجاتها المحلية إلى جانب اهتماماته بكتب الأدب والدواوين المعاصر منها والقديم. يشار إلى أن جهات عدة هي تلك التي تقف على تنظيم هذا المعرض في دورته ال55 كان من أبرزها النادي الثقافي العربي واتحاد الناشرين.