أصبحت عبارة «نعمل لأجلكم.. ونأسف لازعاجكم» من اكثر الجمل تناقضا في بريدة، بعدما أغلقت المشاريع المعتمدة المتعثرة العديد من الطرقات الرئيسية الهامة في المحافظة التي تنتظر التنفيذ بوتيرة متسارعة تحقق نقلة نوعية في المشاريع المنجزة. وخلق التعثر في التنفيذ حالة من الفوضى والارباك في الحركة المرورية في مختلف الشوارع، خاصة مع عدم التقيد بالموعد الزمني المحدد في العقود الموقعة دون ادنى تقدير للوقت. ومن ابرز المواقع التي يجري العمل بها حتى الان طريق الملك فهد الذي امضي ما يزيد على 20 عاما منذ البدء في تنفيذه وهو الطريق الذي يقسم المدينة من الشرق إلى الغرب مرورا بمحافظتي البكيرية والاسياح، وتقاطع طريق الملك خالد وطريق الملك عبدالله وصولا إلى تقاطع الملك عبدالعزيز المقدرة مدة انجازه في العقد بثلاثة اعوام فقط، إلا انه يدخل عامه الرابع الان دون تنفيذ بالرغم من انه عباره عن مسار واحد لايتجاوز طوله 3 كلم، كما ظل طريق الملك عبدالله في حكم المجهول بالرغم من بدء تنفيذه قبل اعوام عديدة الا ان المقاول المنفذ للمشروع لم ينجز سوى اجزاء بسيطة من المشروع. شكاوى ومطالب يقول صالح الفوزان: من الغريب أن تتكرر مشاكل التأخير والتعثر في المشاريع الجاري تنفيذها في طرقات وشوارع بريدة، فالمواطن قد يجد العذر للمقاولين المنفذين لو لم تكن هناك طفرة مالية تساهم في سرعة الانجاز، ولكن يبدو أن الرقابة على هذه المشاريع ومدة تنفيذها غائبة تماما من قبل الجهات المعنية ما سبب إزعاجا لاهالي بريدة. واضاف متسائلا: كيف يتم الانتهاء من تنفيذ طرقات سريعة تربط بين المدن، وطريق الملك فهد لم يتم انجازه حتى الان رغم مرور عدة اعوام على اعتماده. وتوقع ناصر النصار أن سبب عدم تنفيذ المشاريع المتعثرة يعود الى منح المقاولين المنفذين الوقت الذي يرغبون به من قبل وزارة الطرق والامانة، وهناك سوء تقدير في تحديد الأوقات كما أتصور. وانتقد ترسية المشاريع الجديدة على شركات المقاولات التي تعكف على تنفيذ مشاريع قديمة، معتبرا ذلك من ابرز اسباب تعثر المشاريع لان الشركات توزع امكاناتها في عدة مواقع رغبة في تحقيق الربح المالي وبالتالي طول مدة التنفيذ. ويقترح إقرار نظام يمنع شركات المقاولات من تعدد استلام المشاريع أو منعها من الدخول في منافسات المشاريع الجديدة إلا بتسليم القائم منها، الامر الذي سيساهم في الحد من تعثر وتأخر انجاز المشاريع. وطالب عبدالله التويجري: الجهات المختصة بالوقوف على المشاريع المتعثرة في بريدة والعمل على انجازها في اوقاتها المحددة في العقود المبرمة مع المقاولين بدلا من تركهم يعملون وفق اهوائهم ودون ادنى تقدير للوقت ولمعاناة المواطنين. معوقات التنفيذ واعترف مصدر مسؤول في احدى شركات المقاولات المنفذة لمشاريع في بريدة، بوجود مواعيد محددة لتسليم المشاريع ولكن هناك أيضا عوائق تواجه التنفيذ، فعندما تستلم الشركة أحد المشاريع لا بد أن يعلم الجميع أن الطريق الذي تراد إعادة تاهيله أو صيانته يحتوي على خطوط خدمات كهربائية ومائية وهاتفية وهنا تبدأ رحلة معاناة مع تجاوب الإدارات المعنية، كما أن بعض المواقع يشهد إشكاليات أخرى منها نوع التربة إضافة إلى المشكلة المتكررة في واقع إنهاء التثمينات. وعن العمل في عدة مشاريع في وقت واحد «قال: هذا الامر تحكمه تصنيفات الشركات فالبعض منها قادر على تنفيذ كل ما يسند اليه دون تاخير او تعثر». واضاف: يوجد تعاقدات بالباطن مع شركات غير مصنفه، ولو لم يكن هناك مثل هذه التعاقدات فإن جزءا كبيرا من المشاريع سيتعطل بل لن يتم التعاقد على تنفيذها. رخص للتنفيذ من جانبه، اوضح مدير إدارة الإعلام والمتحدث الرسمي لأمانة منطقة القصيم يزيد بن سالم المحيميد أن إغلاق الطرقات لتنفيذ مشاريع الصيانة او تمديد الخدمات واعادة التاهيل لايتم الا بعد استخراج رخصتين الأولى رخصة عمل تنفيذية وتصدر من قبل أمانة المنطقة يحدد فيها موقع العمل ومدة التنفيذ وجملة من المعلومات الأخرى، والثانية تصدر من إدارة المرور وذلك للعملية التنظيمية للحركة المرورية التي تنتج عن أعمال الصيانة ورسم خط سير بديل مع اشتراطات وسائل السلامة وغيرها، ويقوم المقاول المنفذ للمشروع الأساسي بتنفيذ خط السير البديل وفق الرؤية المحددة لذلك. واضاف: تعمل أمانة المنطقة على رقابة الرخص الممنوحة للمقاولين ومدى صلاحيتها بشكل مستمر وفي بعض الأحيان يتم الانتهاء من تنفيذ المشروع قبل انتهاء فعالية الرخصة التنفيذية وفي أحيان أخرى يحتاج المشروع إلى تمديد رخصة التنفيذ وفق إجراءات محددة لدى الأمانة نتيجة لما قد يعترض أعمال المشروع من عوائق تستلزم مدة أطول في التنفيذ. تصاريح المشاريع وفي الاطار ذاته، قال مدير مرور منطقة القصيم العقيد محمد المزيني: بالنسبة للمرور فإننا نقوم بالإجراء المتبع في منح التصاريح للمشاريع بعد بحث البدائل ووضع خطة العمل المروري في المواقع التي تشهد تنفيذ مشاريع ونكثف تواجدنا في تلك المواقع لتنظيم السير ونحن نتواجد بشكل مكثف مع النمو الذي تشهده المدينة. رفض التصريح «عكاظ» حاولت الحصول على تعليق مدير إدارة الطرق والنقل في منطقة القصيم المهندس أحمد العبداللطيف، إلا انه رفض التصريح مطالبا بالتواصل مع إدارة العلاقات العامة بالوزارة في الرياض.