لم تعد الآثار والمباني القديمة ذات قيمة تذكر في محافظة عنيزة، بعدما تعرض العديد منها إلى الإتلاف من قبل مجهولين لا يعرفون قيمتها الحقيقية. وفيما تحرص المجتمعات المتحضرة على حفظ وتوثيق تاريخها، يتعرض ماضي عنيزة الضارب في القدم إلى العبث بطريقة فجة تؤثر سلبياً على السياحة الأثرية في المحافظة. يقول أحمد علي: بالرغم من أن الآثار تلعب دورا مهما في توثيق تواريخ الأمم والمجتمعات، وتسجل محطات مضيئة في تحول المجتمعات، إلا أنها تتعرض في عنيزة للعبث من قبل المجهولين الذين لا يقدرون القيمة الحقيقية لها، ما يتطلب زيادة الاهتمام بهذه المواقع من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار من خلال تسويرها وتوظيف حراس أمن جوار المواقع الأثرية، لمنع العبث بها والعمل على تعريف المجتمع بأهميتها. وأضاف نفاجأ يومياً بتعرض أحد المواقع الأثرية والمباني التاريخية إلى التشوية والإتلاف من خلال الكتابة على الجدران، ما يشوه الصورة الحضارية لهذه الآثار ويحد من السياح والمتنزهين الذين يزورونها. واعتبر أن العبث بالآثار والمباني التاريخية يتسبب في انخفاض عدد زوارها بشكل كبير، ما يؤثر سلبياً على القطاع السياحي في المحافظة. ويقترح فيصل السالم إقامة حملات للتعريف بأهمية المباني التاريخية والآثار وأهمية المحافظة عليها من العبث والإتلاف كونها تحكي ماضي عنيزة القديم. وأضاف: يعتبر البعض هذه الاثار أطلالا قائمة فقط، ولا يتورع في إتلافها والعبث بها والمطالبة بإزالتها، وذلك نظراً لعدم التعريف بأهميتها من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار التي يتوجب عليها العمل بكل جد، للمحافظة على هذه الآثار ومنع العبث بها. ويطالب الجهات المعنية بالعمل على فرض عقوبات مالية صارمة على مشوهي الآثار والمباني التاريخية للحد من أفعالهم السلبية التي ستؤثر مستقبلا على السياحة. ويرى أن المحافظة على هذه الآثار تكمن من خلال توعية المجتمع بأهميتها، وتنفيذ مشروع كبير لرصد الآثار وتسويرها لمنع العبث بها. ناصر الحمود يقول «تحكي الآثار ثقافة مجتمع عنيزة في الماضي، ولكن البعض لا يقدر القيمة التاريخية لهذه الآثار، ويتعامل معها على أنها أطلال قائمة فقط يمكن العبث بها وإتلاف محتوياتها»، مشيراً إلى تعرض العديد من آثار عنيزة إلى العبث من قبل مجهولين. واعتبر أن الجهل بقيمة هذه الآثار والمباني الأثرية من أهم الأسباب التي تؤدي إلى العبث بها وإتلافها، ما يستدعي تدخل هيئة السياحة والآثار للتعريف بالقيمة التاريخية والمعنوية لهذه الآثار ومدى أهميتها في تاريخ عنيزة. وأضاف: يجب على الهيئة العامة للسياحة والآثار التعاون مع وزارة التربية والتعليم لتنظيم رحلات ميدانية للطلاب إلى المواقع الأثرية والمباني التاريخية لتعريفهم بأهميتها وكيفية المحافظة عليها. من جانبه، أوضح مدير إدارة الآثار في منطقة القصيم محمد إبراهيم الزنيدي، أن محافظة عنيزة تحتضن من 6 إلى 8 مواقع أثرية، وقد عملت هيئة السياحة والآثار على حمايتها وصيانتها بشكل دوري. وأضاف: البعض من هذه الآثار عبارة عن مبان ومنشآت قديمة يتم إغلاقها في أوقات محددة، على أن يتم افتتاحها أمام الزوار في أوقات الزيارة المحددة. وأكد أن الهيئة العامة للسياحة والآثار لا تسمح مطلقا بالعبث بهذه الآثار، ووضعت لأجل ذلك مراقبين ميدانيين في المواقع فضلا عن تسوير المواقع بأسوار شائكة لمنع العبث بها. ودعا الزنيدي المواطنين إلى التعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار للحفاظ على هذا التراث والإبلاغ عن كل موقع أثري حفاظا على تاريخ وتراث المنطقة الضارب في القدم.