عانت جامعاتنا كثيرا من تأخر في البحث العلمي بسبب اهتمامها بالناحية التعليمية وندرة الأساتذة الباحثين المتفرغين وضعف الدعم المادي وعدم تبني الجامعات استراتيجية للبحث العلمي مبكرا، وقبل سنوات شهدت أعرق جامعتين (الملك سعود، الملك عبدالعزيز) تحركا بحثيا يتمثل فيما يلي: 1 تنفيذ بحوث استراتيجية على مستوى الوطن بالتنسيق مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وقد نفذها أساتذة في هاتين الجامعتين دونما مشاركة من جامعات خارجية وقد تم نشر هذه البحوث في العديد في المجلات عالمية وعربية ومحلية. 2 تبنت وزارة التعليم العالي مجموعة من مراكز التميز للبحوث في مجالات متعددة بمبالغ مالية كبيرة يديرها أساتذة من نفس الجامعتين بمشاركة استشارية دولية، وقد تم نشر عدد كبير من نتائج هذه المراكز في مجلات عالمية وعربية ومحلية. 3 أنشأت هاتان الجامعتان عشرات من الكراسي العلمية في الطب والهندسة والعلوم والاقتصاد والآداب وتخصصت في استقصاء العديد من المعضلات الطبية مثل السرطان والسكري وأبحاث الخلايا الجذعية والعديد من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، ويقوم على هذه الكراسي العلمية أساتذة أو جهات إما من الجامعة نفسها أو من جامعات عالمية وتتابعها بدقة لجان متخصصة. 4 إنشاء مراكز أو كراسي بحوث عالمية مشتركة بين هاتين الجامعتين وجامعات عالمية عريقة في كل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وهولندا وفنلندا وأسترليا واليابان. 5 التوسع في بحوث الماجستير والدكتوراه ودعمها ماليا وإشرافيا ونشر بحوثها في مجلات عالمية وعربية ومحلية. 6 هناك برامج تهيئ للبحث العلمي مثل التفرغ العلمي والاتصال العلمي وبرنامج ما بعد الدكتوراه. 7 هناك استهلال للجانب الصناعي في كل من وادي حنيفة في جامعة الملك سعود ووادي جدة في جامعة الملك عبدالعزيز والاستقطاب لنتائج البحث العلمي في حاضنات المعرفة والأعمال. 8 إنشاء عمادة متخصصة للبحث العلمي لدعم ورعاية شؤون البحث العلمي. كل هذا وغيره كثير ينبئ عن حراك بحثي كبير في هاتين الجامعتين اللتين تخرج منهما أكثر من تسعين في المائة من كوادر الوطن، وقد أحزنني كثيرا أن البعض جاء على هواه خبر بسيط جداً جداً في مجلة من المجلات لم يكن فيه أي جانب علمي أو تحكيمي أو تحقق إنما هو أن أحد العلماء الذين طلب منهم التفرغ الجزئي على نظام المشاركة البحثية والاستقطاب للنشر تردد في البداية ظانا أن المطلوب منه اسمه فقط ثم ما لبث أن وافق بعد أن علم أن المطلوب هو إنشاء تلسكوب في القطب الشمالي وتدريب كوادر سعودية عليه ونشر بحوث علمية مشتركة، إن الحراك البحثي في جامعاتنا يسير حثيثا ولا أقول أن ليس عليه ملاحظات أو هو بعيد عن النقد بل هو في أمس الحاجة للتقييم المستمر خاصة من الذين يحرصون عليه وعلى وطنهم وألا يكون الدافع الفرح بالتهم دون الفهم، إنني من واقعي كأستاذ أكاديمي متجرد بعيدا عما يكون في ذهن البعض من إنني أجامل وزيرا أو مديرا أرى أن العبء الكبير في البحث العلمي يتحمله أعضاء هيئة التدريس من حيث جدهم وجديتهم وصحوة ضمائرهم في التعليم والبحث العلمي. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 120 مسافة ثم الرسالة