رفض شبان من القطيف مبدأ اللجوء إلى أسلوب ممارسة العنف بشكل قاطع، مؤكدين أن التحاور والتعاطي بشكل ايجابي أسلوب حضاري، وأشاروا في أحاديث ل «عكاظ الشباب»، إلى أن الشباب باعتباره شريحة واسعة في المجتمع، لا يعتمدون أساليب العنف والعنف المضاد،مؤكدين على أن «الوحدة الوطنية والحفاظ على الوطن من أهم أولويات الشباب والمواطن بشكل عام». تغليب العقل وقال علي العوامي (موظف) إن اللجوء إلى العنف أمر غير مقبول على الإطلاق، وأضاف «فكل تصرف يولد ردود فعل تتجاوزها أو تساويها، وبالتالي فإن المرحلة الحالية تتطلب تغليب العقل والابتعاد عن كل ما يجلب مثل هذه السلوكيات ويضر بالوطن»، معتبرا أن «العنف لدى بعض الشباب يظل تصرفا فرديا وطارئا والجميع ينبذه بشكل كامل وقاطع»، مطالبا بضرورة وضع الدراسات اللازمة لتكريس مبدأ السلوك الحضاري في المجتمع «خصوصا وأن هناك بعض التصرفات العنيفة أو الحادة، ما يستدعي التحرك الجاد للوصول لمسببات تلك المشاكل و القضاء عليها». خراب وضياع بدوره، أوضح علي حليل (موظف) أن المنظومة الفكرية تحدد طريقة تعاطي الشاب مع الظواهر الاجتماعية، وشرح فكرته قائلا «كلما ارتفع مستوى الوعي لدى الشاب استطاع تكييف هذه الثقافة وتجاوز المشاكل في سبيل المصلحة العامة وإبعاد المجتمع والوطن عن العنف والعنف المضاد الذي لا يجلب سوى الخراب و الضياع في نهاية المطاف». المحافظة على الوطن كذلك تحدث عبد الله الأحمد (طالب) عن التربية وكونها تمثل المدخل الأساسي في صياغة فكر الإنسان، وأوضح قائلا«إذا عاش الإنسان في ظروف أسرية صعبة وسط أسرة مفككة، فإن هذه الظروف الأسرية تظهر بشكل رئيسي على طريقة تعاطيه مع الآخرين، بينما يختلف الشخص الذي يعيش وسط كيان هادئ، فإنه يتميز بتحكيم تفكيره وعقله واحتساب جميع الخطوات قبل الإقدام عليها»، مشددا على أهمية تجنيب الوطن الظروف الاستثنائية التي تمثل المختبر الحقيقي لإظهار «مدى ما يمتلكه الإنسان من سلوك متحضر»، وختم مؤكدا «لا أحد يختلف على أهمية المحافظة على الوطن ووحدة الوطن وأمنه في أي ظرف من الظروف». مرضى نفسيون وفي ذات السياق، قال جعفر العيد وهو باحث اجتماعي «إن المتأمل في أحوال مجتمعنا وأبنائنا هذه الأيام، يجد بعض حالات من العنف تسود بعض قطاعات الشباب من الممكن أن تتفاقم في المستقبل لتصبح ظاهرة اجتماعية تهدد استقرار المجتمع، أو قد تصل إلى درجة المشكلة وبالتالي تتطلب استنفارا قويا من المجتمع لمكافحتها»، مشيرا إلى أهمية «تشخيص المشكلة بدقة». وأضاف العيد «المعطيات الأولية هي أن مجتمعنا يتكون معظم سكانه من فئة الشباب بين 15 45 سنة، ونسبة الشباب إلى غيرهم تتراوح بين 60 65 في المائة، ووجود فئة كبيرة ليست مشكلة بحد ذاتها»، داعيا إلى استثمار هذه الطاقات الشبابية بالطرق الصحيحة بما يخدم عملية التنمية. وطالب بضرورة الأخذ بطرق غير تقليدية في مكافحة مختلف أنواع العنف، من خلال تدخل الطب النفسي، اعتمادا على مجموعة من النظريات التي تقول بأن ممارسي العنف هم مرضى فعلا يعانون من اضطرابات عقلية ونفسية.