استؤنفت الدراسة في الكلية العلمية في أبها أمس وعادت المياه إلى مجاريها، بعد الحريق الذي تعرضت له أمس الأول في إحدى الغرف الأرشيفية وأسفر عن إخلاء 2080 طالبة ومحاضرة وإدارية، وشهد 31 حالة هلع وإغماء بين الطالبات نتيجة التدافع في ممرات الكلية. وكان أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمر بتشكيل لجنة رباعية من الدفاع المدني، الشرطة، الإمارة والجامعة للتحقيق في الحادث بشكل عاجل، وموافاته بنتائج التحقيق، في حين تابع مدير جامعة الملك خالد الدكتور عبدالله الراشد ووكيل الجامعة وعميدة الكلية حالة الطالبات الصحية عقب استئنافهن للدراسة أمس، بعد استكمال كافة الاستعدادات والتأكد من وسائل السلامة في الكلية. من جانبه، أكد ل «عكاظ» مدير عام الشؤون المالية والإدارية في الجامعة خالد الشهراني تواجده في موقع الحدث لحظة الإبلاغ عن الحريق، حيث أظهرت المعاينة الأولية أن الغرفة التي شهدت اندلاع الحريق كانت مغلقة لحظة الحادث ولا توجد علامات لوجود تماس كهربائي مما يرجح جنائية الحادث، مشيرا أن نتائج التحقيق النهائية تعد الفيصل النهائي في ملف القضية. ووجه الشهراني شكره لعميدة الكلية على تصرفها البطولي وسرعة فتح أبواب الطوارئ وإخلاء الطالبات في وقت زمني قياسي، مبينا أن حالات التدافع والإغماءات كانت بسبب نقص التوعية بين الطالبات على الرغم من محدودية الحريق. وعن وسائل السلامة قال الشهراني «الكلية مجهزة بكافة وسائل السلامة من طفايات حريق وممرات وأبواب طوارئ، ولكن الوعي في التصرف في مثل هذه الحوادث يبقى عائقا يصنع الكوارث». وشهدت «عكاظ» في وقت متأخر من البارحة الأولى تنظيف آثار الحريق وإصلاح التلفيات، واستكمال كافة الاستعدادات لبدء الدراسة من جديد، في حين ساد الخوف والقلق عددا من الطالبات وسط شائعات متداولة بينهن بتعدد الروايات حول الحادث وملابساته. من جهتها، أكدت عميدة الكلية الدكتورة زهية القحطاني استئناف الدراسة واستكمال الحصص الدراسية وسط حضور كافة المحاضرات والطالبات والطاقم الإداري في الكلية دون أية مشاكل أو عوائق تذكر. وقال الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في عسير العقيد محمد العاصمي، إنه تم تشكيل لجنة رباعية عاجلة بأمر من أمير المنطقة لمعرفة ملابسات الحادث وتحديد الأسباب، مؤكدا أن الوقت لا يزال باكرا لإعلان نتائج التحقيق، إلى حين صدور التقرير النهائي للجنة. وأشار الناطق الإعلامي للشؤون الصحية في عسير سعيد النقير، أن كافة الحالات التي نقلت إلى المستشفيات خرجت بعد تلقي العلاج اللازم.