لم تعر إدارة التربية والتعليم في منطقة الرياض لتوصيات المديرية العامة للدفاع المدني اهتماما بعد أن أشعرتها بست ملاحظات سجلها فريق السلامة حول المدرسة ال 24 الابتدائية في حي بدر جنوبي الرياض، منها عدم وجود تقرير هندسي على سلامة المبنى والسلامة الكهربائية، وحذرت من أن المدرسة تعد خطرا على الطالبات ومنسوبات المدرسة. «عكاظ» وقفت أمس الثلاثاء على حال المدرسة التي لم يمض على افتتاحها سوى تسعة أشهر، حيث تعاني من هبوط وتشققات في عدد من الفصول ومدخل المدرسة وأسوارها بالإضافة إلى مياه تحت المبنى تهدد حياة الطالبات والمعلمات ومنسوبي المدرسة بالإضافة إلى وجود سوء تنفيذ من قبل مقاول المدرسة وذلك بوضع التمديدات الكهربائية داخل غرف الصرف الصحي ونتيجة لتعرضها الدائم للمياه تسببت في تماسات كهربائية عدة وانقطاع التيار ما أصاب الطالبات والمعلمات بالذعر. وحصلت «عكاظ» على نسخة من إشعار المديرية العامة للدفاع المدني الموجه للمدرسة وأيضا المحضر المشترك بين الدفاع المدني ومندوب الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض والذي اشتمل على أن المدرسة يوجد بها هبوط في بعض الفصول وكذلك بعض أجزاء المدرسة ووجود تماس في الكهرباء في المدرسة بسبب وجود مياه في أرضية المدرسة، وكذلك وجود رشح مياه في درج مدخل المدرسة، وحمل أيضا عدم وجود لوحات إرشادية على مدخل الطوارئ وعدم وجود إنارة احتياطية في المدرسة، وعدم وجود مخطط سلامة وعدم وجود تقرير هندسي على سلامة المبنى والسلامة الكهربائية. وأوصى الدفاع المدني إدارة التربية والتعليم للبنات بمنطقة الرياض بأن وضع المدرسة يشكل خطرا على الطالبات ومنسوبات المدرسة. ويعتزم أولياء أمور الطالبات تقديم خطاب لمدير التربية والتعليم لإيجاد حل في ظل استمرار الدراسة في المدرسة والتي تهدد حياة بناتهم وذلك في الفترة الحرجة التي تصادف نهاية الفصل الدراسي الأول، وحصلت «عكاظ» على نسخة من الخطاب الموجهة حيث بلغ عدد الموقعين حتى يوم أمس 48 ولي أمر طالبة. وتضمن الخطاب تحميل إدارة التربية والتعليم كامل المسؤولية، ملوحين برفع خطاب آخر عند عدم إيجاد حلول لهم إلى الجهات العليا، موضحين أن خوفهم على بناتهم جعلهم يبقونهن في المنازل حتى تتم معالجة الأمر، متمنين ألا يطول هذا الانقطاع عن المدرسة الذي يؤثر على تحصيلهن الدراسي وصادف قرب الاختبارات مع نهاية الفصل الدراسي الأول. وقال ل «عكاظ» سعد الشهراني ولي أمر ثلاث طالبات يدرسن في الصفوف الأول والرابع والسادس إنه أبقى بناته في البيت منذ أسبوع خوفا عليهن حتى يتم التجاوب مع تقرير الدفاع المدني وحل الإشكالية أو توفير مدرسة أخرى لنقلهن إليها، وتساءل عن أمانة المقاول والعاملين على إنشاء المبنى والذي لم يمر على افتتاحه عدة أشهر. من جهة أخرى، أصدرت المديرية العامة للدفاع المدني أمس الثلاثاء بيانا (حصلت «عكاظ» على نسخة منه) حول حوادث الحريق في مدارس البنين والبنات تضمن أنه نظراً لما لاحظته المديرية العامة للدفاع المدني في الآونة الأخيرة من وقوع عدد من حوادث الحريق بمدارس البنين والبنات وما أظهرته نتائج التحقيقات أن ذلك بسبب فعل فاعل إما بقصد إشعال الحريق أو بسبب العبث بأجهزة وأنظمة السلامة ومكافحة الحريق وينتج عنها تعريض حياة الآخرين للخطر والتسبب في إتلاف ممتلكات الصرح التعليمي، وبالنظر إلى آثار هذه الحوادث وبعض نواتجها التي تتمثل في الاختناق والدهس الناتج عن التدافع كنسبة كبرى وعالية نجد بأن الدراسات العلمية المعدة من خبراء إدارة الحشود البشرية والمراكز والمكاتب البحثية العلمية في هذا المجال أكدت نتائج دراساتها التحليلية والتجريبية بأن أحد أكثر الأشكال الفادحة للسلوك البشري الجماعي هي التي تكون تحت تأثير الرعب الجماعي، فغالباً ما تؤدي إلى ضحايا جماعية نتيجة الدهس أو الخنق حيث أن الناس يتنافسون وقتها للوصول إلى المخارج عبر السلوك الأناني الذي يعوق خروج الحشد ككل.