تباينت المواقف بين أطراف الحراك السياسي في اليمن، رغم الاتفاق والتوافق على المبادرة الخليجية وإحجام حزب «المؤتمر» عن المظاهرات الاحتجاجية الأسبوعية التي كان يسيرها على نحو دوري في ساحة «السبعين» كل جمعة، ظلت ساحة «التغيير» في العاصمة صنعاء تستقبل محتشديها، وتقيم فعالياتها محتفلة بإحدى قادتها، توكل كرمان، التي حصدت جائزة نوبل للسلام أخيرا. وكان المؤتمر الشعبي العام أعلن تعليقه للاحتجاجات الخاصة بأنصاره في ميدان «السبعين»، مبينا بأنه سيعمل على بدء الحوار مع أنصاره المتواجدين في ساحة «التحرير» والساحات الأخرى، بغية الوقوف على مطالبهم والعمل على تلبيتها، مطالبا، في ذات الوقت، أحزاب اللقاء المشترك المعارض بخطوة مماثلة. جالت «عكاظ» في الساحات مستطلعة الآراء، مستهلة ذلك بالقيادي في شباب ساحة «التغيير» خالد الآنسي الذي أوضح أن المعارضة لا تملك الحق في الضغط على الشباب، وخاصة المستقلين بالخروج من الساحة، مؤكدا بأن الساحة ستظل تعج بالمحتشدين حتى تحقيق كامل المطالب التي خرجوا من أجلها كشباب. من ناحيتها، واصلت الناشطة توكل كرمان في تصريحات صحافية مطالبتها بمحاكمة رموز النظام، رافضة أي حلول أو حوارات لا تفضي إلى تحقيق مطالبهم بإسقاط النظام بكامله. بيد أن القيادي في «اللقاء المشترك» المعارض محمد قحطان فند بالقول: «لا نستطيع في الوقت الراهن الضغط على الشباب لإجلائهم عن الساحات، إلا في حالة وقوفهم على حلول ناجعة، ونجاح الحكومة تحقيق مطالبهم، وقتها فقط، يصبح من السهل إقناعهم بالخروج من الساحة». «عكاظ» ضمن جولتها لاحظت خلو ميدان «السبعين» القريب من الرئاسة، والذي يمنع فيه التصوير في الأيام العادية لكونه منطقة حرم رئاسي. وأكد عدد من الشباب المؤيدين للسلطة أنهم أنهوا مظاهر احتجاجاتهم لرغبتهم في الأمن والسلام. غير أن مسار الجولة في الطرف الآخر، كشف أن المناوئين للرئيس صالح واصلوا الإعداد لتجمهرهم عقب صلاة الجمعة المقبلة في ميدان «الستين»، بالإضافة إلى إقامة الصلوات الخمس في ساحة «التغيير» بشكل يومي، مرددين شعاراتهم الدائمة والمطالبة بإسقاط النظام، ورفضهم لتعيين عبد ربه منصور هادي كرئيس لعلاقته الوطيدة بعلي عبدالله صالح. وأفاد الحقوقي سليم علاو: «نحن متواجدون في الساحة منذ اليوم الأول لانطلاقة احتجاجاتنا، ومتى ما شعرنا أنها حققت أهدافها، إضافة إلى تحسين الأوضاع المعيشية والأمنية وتحقيق المساواة بين أفراد المجتمع المدني في الحقوق والواجبات، فإننا سندرس إمكانية العودة إلى منازلنا». في حين يتمسك عدد من الإعلاميين من التلفزيون والصحف الرسمية الذين تركوا عملهم عقب أحداث 18مارس الماضي رفضا لذلك العنف ومقتل 54 محتجا، يشددون حاليا أنهم لن يعود إلى مزاولة أعمالهم إلا بتحقيق مطالبهم وترقيتهم إلى درجات وظيفية أعلى عن السابق. وأثناء الجولة في ساحة «التغيير» شوهد عدد من الشباب يعملون على نصب خيام جديدة، ما يؤكد أنهم باقون في الساحات، ولفترة طويلة ولن يغادروها إلا بتحقيق مطالبهم. وما بين هذين المشهدين في الساحتين، أنهى المؤيدون للسلطة الاحتجاجات، وشباب الثورة مازالوا ثائرين، وما بينهما تبقى معادلة المعارضة والسلطة.