لا يكاد يمر يوم إلا ونقرأ قصة جديدة عن لون من ألوان العنف والاعتداء على المرأة، وما تعرضت له المعنفة «فاطمة» إلا صورة من هذا الإيذاء الذي يدفعنا إلى التساؤل: إلى متى تتحمل المرأة أن تكون متنفسا للرجل فيما يمارسه من ألوان الفساد المختلفة، وإلى متى تظل المرأة هي الأداة التي يسقط عليها جميع ما يمر به من إحباطات، وإلى متى تستمر المرأة في دفع ثمن جميع الإخفاقات في حياة مجتمع يرى أن الجيوب مكامن عيوب الرجال متجاهلين، أثر تلك الاعتداءات التي تمارس ضد المرأة على سلامة الأبناء ومستوى إنتاجيتهم في المجتمع، ولكي تتولى المرأة مسؤولية الدفاع عن نفسها وفي نفس الوقت نكفل توازن المجتمع وسلامته من جميع الانتهاكات التي قد تنتج من تعنيف المرأة وجب أن تتضافر جميع الجهات على رفع الظلم عن المرأة وذلك من خلال تسهيل فرص العمل بما يضمن لها تسيير حياتها وتعزيز ثقتها بنفسها والعمل على إنشاء معاهد لتدريب النساء المعنفات على مواجهة العنف الجسدي كتدريبات الدفاع عن النفس، وكيفية التصرف أثناء واقعة العنف، إعادة الصياغة بوضع آلية واضحة لبعض المفاهيم المسيرة للحياة الزوجية بما يكفل الحفاظ على حق الحياة الكريمة كمفهوم الصبر، والتنازل، والأصالة، وبنت رجال، بذل الجهود في مساندة المرأة في الحصول على حقوقها في الحضانة والنفقة، زيادة الوعي بدور الجمعيات في متابعة المرأة المعنفة ومساهمتها في إعادة بناء جسور الثقة داخلها.. رفع الوعي لدى المرأة ذاتها في وضع حدود للمحافظة على إنسانيتها وكرامتها وأن تقتنع أن هناك خطوطا حمراء إذا تم تجاوزها «كحق الإنسان في الحياة» وجب إعلان الرحيل، وطرق جميع الأبواب من أجل الحصول عليه. إنصاف