ينطلق الثلاثاء المقبل في العاصمة الإندونيسية جاكرتا «المؤتمر الإعلامي العالمي الثاني للإعلام الإسلامي»، الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في إندونيسيا بعنوان «تأثير الإعلام الجديد وتقنية الاتصالات على العالم الإسلامي.. الفرص والتحديات». يشارك في المؤتمر الذي يرعاه الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامنايج هو يونو، متخصصون في الشريعة والإعلام بهدف تأصيل خطط وبرامج وقضايا الإعلام إسلاميا. ويحضر المؤتمر عن وزارة الثقافة والإعلام نيابة عن وزيرها الدكتور عبد العزيز خوجة، نائبه الدكتور عبد الله بن صالح الجاسر. ويعود المؤتمر للتنظيم من قبل الرابطة مرة أخرى بعد غياب ما يقرب من 33 عاما، حيث عقد المؤتمر الأول في جاكرتا عام 1400ه، استجابة لقرار المؤتمر التمهيدي للصحافة الإسلامية الذي عقدته الرابطة في قبرص عام 1399ه. إلى ذلك، أوضح الأمين العام للرابطة الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الذي توجه إلى جاكرتا لرئاسة المؤتمر، أن المؤتمر يأتي في وقت تتوالى فيه الأحداث والتحديات أمام أبناء الأمة، مؤكدا أن الإعلام الإسلامي مازال بحاجة إلى مزيد من التنسيق بين مؤسساته لاسيما في المرحلة التي تشهد تطورا في مجال الإعلام والمعرفة. وأشار إلى المؤتمر يسعى إلى تعزيز التعاون في العالم الإسلامي في مجال الإعلام وتقنية الاتصالات، وتطوير شبكات التواصل بين المؤسسات والهيئات الإعلامية في الإعلام الإسلامي. وأكد الدكتور التركي، أنه مع تطور وسائل الاتصال وظهور وسائل جديدة في عصر العولمة في مقدمتها القنوات الفضائية والإنترنت؛ ظلت الرابطة تواكب الأحداث والمستجدات، وعملت على توسيع مهام جهازها الإعلامي، وشاركت في العديد من المناشط والمؤتمرات العالمية التي تتعلق بالإعلام، وأنشأت الهيئة الإسلامية العالمية للإعلام. وألمح إلى أن الرابطة، تولي عناية خاصة بالعمل الإعلامي الإسلامي المشترك، وتسعى في سبيل ذلك ببث روح التعاون البناء بين المنظمات والمؤسسات الإسلامية الرسمية والشعبية، كما أنها تهدف إلى تنسيق جهود العاملين في المجال الإعلامي وتبادل الخبرات والتجارب بينهم، انطلاقا من أهدافها في التعريف بعالمية الرسالة الإسلامية وتكاملها وقدرتها على حل المشكلات التي تعاني منها البشرية، ولمواجهة التحديات الإعلامية والثقافية الداخلية والخارجية التي تواجه المسلمين في هذا العصر، وتقديرا لمتطلبات المرحلة التاريخية الدقيقة التي تعيشها الأمة، وما يمكن أن يقوم به الإعلاميون ووسائل الإعلام من دور فاعل وحيوي على جميع المستويات. وأضاف الدكتور التركي مختتما حديثه: «لما تتسم به المرحلة الحالية من متغيرات سياسية واجتماعية يصاحبها تطور هائل في مجتمع الإعلام والمعرفة، رأت الرابطة بعد دراسة عميقة أن من المصلحة الدعوة لعقد المؤتمر العالمي الثاني للإعلام الإسلامي لمتابعة قرارات وتوصيات المؤتمرات السابقة التي عقدتها في المجال الإعلامي، وللتباحث في شؤون الإعلام والإعلاميين، وعرضت التعاون في ذلك على وزارة الشؤون الدينية بدولة إندونيسيا ورحبت الوزارة بعقد المؤتمر في إندونيسيا، على أن يدعى إليه أكاديميون ومختصون في مجال الإعلام والاتصالات وتقنية المعلومات». من جانبه، أوضح مدير عام الثقافة والإعلام في رابطة العالم الإسلامي الدكتور حسن علي الأهدل أن المؤتمر يسعى إلى التعريف بعالمية الرسالة الإسلامية وتكاملها وقدرتها على حل المشكلات العالمية، وأنها رسالة تدعو إلى التعاون وتحقيق العدل والأمن والسلام العالمي، وإيجاد آلية إسلامية قادرة على خدمة المسلمين والحفاظ على الهوية الثقافية لهم، وخاصة الذين تواجه مجتمعاتهم في هذا العصر تحديات عديدة، المساندة الإعلامية لمهمات العلماء وبرامج المنظمات الإسلامية في توحيد الصف الإسلامي وعلاج أسباب الفرقة بين المسلمين، والإسهام في نشر مبادئ الوسطية الإسلامية ومواجهة الفكر المتطرف، ودعم مناشط الحوار بين المسلمين وغيرهم، وإبراز أهمية الحوار ومشروعيته الإسلامية ومنافعه التي تعود على الأمة المسلمة وعلى الشعوب الإنسانية الأخرى، والنهوض بالإعلام الإسلامي من مستوياته الإقليمية والقطرية، ليحقق انطلاقة عالمية تعزز جهود المسلمين ومؤسساتهم في التعريف بالإسلام والدفاع عنه وعن مقدساته.