لم تعد هجرة الضلعة التابعة لمحافظة عنيزة في منطقة القصيم، تتميز بمنتجاتها الزراعية، بعدما أحال شح ونقص المياه المزارع إلى أشجار خاوية يلفها الاصفرار. وفيما يبيد العطش الأشجار، لا تزال الضلعة تنتظر تنفيذ العديد من المشاريع الخدمية التي تكفل للأهالي العيش بعيدا عن المعاناة والمصاعب. يقول خالد علي (من سكان الضلعة): «كانت الضلعة في السابق تعد من الهجر الواقعة في الجنوب الغربي لمحافظة عنيزة وتبعد عنها عشرة كيلو مترات، وأصبحت في يومنا الحاضر أحد أحياء عنيزة المنزوية بعدما تمدد النطاق العمراني للمحافظة». وأضاف: كانت الضلعة ترتبط مع عنيزة بطريق زراعي قديم ومسفلت تم تحديثه أخيراً ليكون طريقا مزدوجا، ليتناسب والكثافة المرورية التي يشهدها يومياً، مشيراً إلى أن الضلعة الحي والهجرة بحاجة ماسة لتنفيذ العديد من الخدمات والمشاريع من ضمنها ضرورة توفير مصادر للمياه وبشكل عاجل، فقد هلك الناس وماتت المزروعات. وطالب بلدية عنيزة بالعمل على تنفيذ المشاريع والخدمات التي يحتاجها الأهالي في الضلعة كونها أصبحت إحدى أحياء المحافظة. واشتكى فيصل سمران من عدم وجود مركز للإسعاف أو وحدة للدفاع المدني داخل الضلعة، ما يستدعي حضور سيارات الإسعاف والدفاع المدني المخصصة للأحياء والهجر الأخرى إلى الضلعة في حالة الطوارئ، الأمر الذي يستغرق وقتاً طويلا يمكن خلاله إنقاذ مصاب أو إطفاء حريق مندلع. واعتبر أن توفير مصادر للمياه في الضلعة من أبرز احتياجات الأهالي، كون الهجرة تعاني من شح شديد في المياه المحلاة، منتقداً بلدية محافظة عنيزة نظرا لتأخرها في تنفيذ المشاريع وتوفير الخدمات التي يحتاجها الأهالي، والتي من ضمنها تحويل التمديدات الكهربائية الهوائية إلى تمديدات أرضية، وسفلتة الطرقات والشوارع وتمديد خطوط للهاتف الثابت، مع توفير مركز للشرطة والمرور. يقول عبدالله بن عبدالعزيز التركي (82 عاما): نشأت هجرة الضلعة قبل خمسين عاماً، عندما تم منحها إلى إبراهيم عبدالله منصور التركي وشريكه المدعس من قبل أمير عنيزة. وأضاف: بعد عدة أعوام عملت ومجموعة من الأهالي على حفر بئر لسقيا المزارع، ولكنها نضبت منذ سنوات عديدة، وقد طالبنا الجهات المعنية بتأمين المياه للهجرة وبالفعل أصبحت المياه تصل إلى الضلعة عبر الصهاريج ولكنها توقفت منذ خمسة أشهر دون معرفة الأسباب الحقيقية ما أضر بالعديد من المزارع والمنتجات الزراعية. واستغرب عدم إنشاء مدرسة للبنات في الهجرة أسوة بالطلاب، ما أجبر الأهالي على نقل بناتهم إلى المدارس الواقعة في أحياء عنيزة الأخرى لعدم وجود مشروع مخصص لنقل الطالبات من قبل إدارة التربية والتعليم التي يجب عليها التحرك سريعا لإنشاء مدرسة للبنات في الضلعة. من جانبه، أوضح مصدر في المجلس البلدي في محافظة عنيزة أن مطالب هجرة الضلعة مدرجة ضمن احتياجات المحافظة وسيتم منحها كل ما تحتاجه والنظر فيها مع جهات الاختصاص ضمن مشاريع القرى والهجر التي ستنفذ قريباً.