يحتل الحزن مساحات كبيرة من ضمير وقلب وعقل الإنسان الحي .. فقد يحزن الفرد منا على حدوث أمر أو ضياع فرصة .. وإن من أعظم الحزن علينا فقد الأحبة الذين يصعب العيش بدونهم؛ لأنهم من لبنات حياتنا إذا سقطت سقطنا معها .. يمر علينا الكثير في هذه الحياة وكلما ودعنا عزيزا ألحقناه بعزيز آخر قبل أن تجف دموعنا.. فنلحق الدمعة بدمعة والحزن بحزن.. والفقد شيء عظيم وقاس لا يعرفه إلا من قاساه وكابده.. قال سيدنا علي بن أبي طالب (رضي الله تعالى عنه): فقد الأحبة غربة.. فالموت إذا خيم بشراعه على مكان جلب معه كل حزين من الذكريات والآلام .. ومشكلة الموت أنه مصير كل حي ومآل كل حي على وجه الأرض .. قال تعالى (كل نفس ذائقة الْموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عنِ النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) يا الله كم هذه الأية عجيبة كلما تأملتها وتأملت كلمة (ذائقة الموت) وإن للموت طعما وأي طعم.. أردد هذه الآية وأتأملها كثيرا.. طعم الموت .. ماهو طعم الموت؟ هل هو حلو أم مر؟ سهل أم صعب تذوقه؟ الموت ذلك السري الأبدي الذي عجز أبرع الأطباء عن معرفته .. متى وأين؟ وكيف؟ قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (إن من أمارات الساعة أن يظهر موت الفجأة)، ويقول العالم النفسي سيغموند فرويد: (كل أشكال الحياة هدفها الموت) وهو الترحال الأبدي الذي ليس فيه رجوع إلى عالمنا .. سفر دون عودة وذهاب بلا إياب.. يقول المتنبي: لا بد للإنسانِ من ضجعة لا تقلب المضجع عن جنبه ينسى بها ما كان من عجبه وما أذاق الموت من كربه نحن بنو الموتى فما بالنا نعاف ما لا بد من شربه [email protected]