فاطمة مواطنة سعودية قام زوجها بضربها وتطويحها وتعذيبها. قضية فاطمة ليست استثنائية، حتى تثير فينا كمية من الدهشة، وليست حدثا لا نألفه، لكن فاطمة طفت على السطح، في حين أن آلاف الفاطمات مازلن يغرقن ولا يعرفن ألف باء العوم، ظهور فاطمة واحدة يعني أن هناك رواسب من الفاطمات مغمورات تحت السطح البارز. تبادلت المواقع على الإنترنت صورا شنيعة لأجزاء من جسد فاطمة تعرضت ربما للسلخ أو الشي في الفرن على يد زوجها، والمناظر مقززة إلى الحد الذي لا ينبغي أن يشاهد. أمثال هذا الزوج لديهم رغبة في زيادة طيف الجشع السلطوي وبعضهم شخصيات سيكوباتية شريرة وستموت شريرة، حتى بصمات أصابعها مختلفة، ينبغي أن يلقن درسا قاسيا يليق بما فعله. أين دور المؤسسات الاجتماعية والأسرية من كل هذا السيرك ؟ أم أنها تكتفي فقط بالنبر عتيق الطراز بتقديم الاستشارات على وسائل الإعلام ؟ أمثال هذه الزوجة بحاجة لرقم موحد للبلاغات، ثم اقتحام الدور وكشف المستور ومعاقبة الجاني وحماية المعنفة، وإلا فمن يحمي الفاطمات؟ لا نريد لهذه القضية أن تسلك المسار الاعتيادي لعلماء النفس والاجتماع واعتبار أن الزوج مريض ومعقد ووو ، ومن ثم يتم إغلاق الملفات على فاطمة واحدة ، بينما آلاف الفاطمات يئنن من التعنيف وأصواتهن الإعلامية مبحوحة. الأمر بات مستفزا أكثر من اللازم ، وما أكثر قصص المعنفات لكننا نسيناهن مع سخاء الأحداث التي لا تتوقف، وكل من راهن على قصر ذاكرتنا المجتمعية ربح الرهان بلا شك . نحن نأمل ألا تتفلت الأمور ليس إلا ، ونرجو أن تستقر أحوالهن حيث تصح الحياة . [email protected]