الجامعة العربية أعلنت موقفها مما يجري في سورية وعلى ما يبدو هو الحراك العربي الجماعي الأول منذ ظهور ما يسمى بالربيع العربي، فقد أغمي على الجامعة العربية زمنا طويلا وعانت لفترة غير قصيرة من غيبوبة طويلة أفقدتنا الأمل.. لكنها «هه» تحركت كطفل يعاني الكساح وبدأ يحبو على الأرض! ورغم الحزن العربي السائد على أموات الثورات وجثث الضحايا الغارقة بدمائها إلا أن هناك من أطلق الزغاريد مجلجلة في الكون العربي الفسيح فرحا بصحوة الجامعة العربية وعودة قدرتها على الكلام بعد الجلطة الدماغية التي عانت منها طويلا!! غير أن هذه الصحوة لا تكفي فلا بد من سؤال وما نفع أن تأتي الجامعة العربية بقضها وقضيضها وتعلن أنها تريد كذا ويجب كذا وكذا ثم الطرف الآخر لا يسمع ولا يستجيب بل يمعن فيما هو فيه من الصدود والعقوق والظلم والعدوان.. فهل تنفض الجامعة يدها من جرائمه وتقول.. لقد بلغت اللهم فاشهد وتكتفي بذلك؟! أم أنه ينبغي لها أن يكون لديها بدائل أخرى تعزز إمكاناتها وقدراتها حتى يكون لقراراتها قوة لا يستهان بها فإذا أمرت تطاع.. بدلا من الاستخفاف بها وبقراراتها الورقية العاجزة!! الأهم من إصدار قرارات هو العمل على استرداد ثقة الشعب العربي بجامعته العربية وأدوارها وقراراتها وعلى الجامعة العربية أن تعترف أنها نصف أسباب الاحتقان الشعبي المقهور ودورها السلبي دفع الشعوب العربية إلى أن تأخذ حقوقها بيدها حتى لو كان الثمن آلاف الجنائز ومئات الآلاف من القتلى.. وملايين المعذبين والمجروحين والثكالى والأيامى.. والمحروقين!! على الجامعة العربية أن تعترف أنها تتحمل الكثير مما يحدث الآن بسببها وتقاعسها وخذلانها لشعوبها!! وفي الحقيقة جزء من الإصلاح العربي المطلوب أن تثور الجامعة العربية على نفسها وعلى أوضاعها البالية وتقرر دعم وجودها باستعادة الثقة العربية بها.. فإما النهوض التام أو الموت الزؤام ولا ينفع بين بين أو نصف نصف!! عار عظيم أن يطلب الشعب العربي النجاة ويأتيه الإنقاذ ممن نسميهم الدول الاستعمارية في سالف العصر والأوان! عار عظيم أن يصفق المقهورون العرب والمعذبون العرب.. لطائرات تحلق في أجوائهم بالقذائف الصاروخية تحمل شعارا أجنبيا ورغم الشعار الجارح يتلقفون القذائف بالأحضان ويصرخون بملء الصوت جانا الفرج! عيب أثيم أن تتعلق العيون العربية بيافطات منظمات أجنبية تعلق أسماءها على آفاق الكون العربي باعتبارها المنقذ والبطل والأمين على الدم العربي المسكوب! كل الصور التلفزيونية تنقل مآسي تحدث باسم الثورات ولا تسمع صوت استغاثة إلا وهي متجهة صوب القوى الأجنبية الذين يظهر دعاتنا في القنوات الفضائية يشتمونهم ويدعون عليهم.. ويحاربونهم!! كفى ضياعا عربيا تقوده جامعة عربية لا تملك غير الكلام وتعجز عن تنفيذ قرار!! ثم «النجاة» تأتي محملة على سفينة أجنبية أو طائرة أجنبية!! لا عاش ربيع يقودنا للجحيم!!. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة