لم تعد الأخبار سرا لايذاع ولا يشاع.. بل توالت علنا .. تبثها كل المحطات الأرضية .. والفضائية .. القصف والتطهير للحدود السعودية اليمنية على أشده .. والمدنيون المسالمون الذين كانوا يسكنون على الحدود تم إخلاؤهم للحفاظ على أرواحهم... وخلت القرى من سكانها وبدت خاوية على عروشها، وشيدت مخيمات الإيواء وانهمر عليها اللاجئون وفتحت أحضان الاحتواء للمشردين والناجين والمقهورين والنازحين والهاربين من لظى المعركة والذين لاحول لهم ولا قوة! وقامت الحكومة السعودية بواجبها في توفير الإيواء وتقديم العون وتدبير أمور المساندة والاحتواء.. وظهر جهد الحكومة السعودية في أوضح صورة بين عسكريين على الجبهة وبين مدنيين على أرض المعركة يسعفون الجرحى ويعالجون المصابين ويؤوون المشردين ويقدمون خدمات العون والدعم والإنقاذ .. السؤال الذي يفرض نفسه هذه الساعة .. لماذا كل شيء عندنا تقوم به «الحكومة» بينما غيرها من الجهود لايرى بالعين المجردة!؟ نعم الحكومة قادرة ولم تبخل لكن هل هذا الواجب «حكومي» فقط؟! أين الجمعيات الخيرية بقضها وقضيضها ألا يمت لها الجنوب بصلة قربى ونسب!! لماذا تقف مكتوفة الأيدي وهي حاملة لواء العمل الخيري التطوعي وباسمه تأتيها التبرعات والإعانات طوعا ورغبة!! أين الذين كانوا في الأيام الخوالي يبثون روح المقاومة، وينشرون بشارة التفاؤل في مخيمات البوسنة والهرسك ويقرأون عليهم السلام والدعوات ويصلون بهم الخمسة فروض ولايفارقونهم حتى ساعات النوم! أين الذين جمعوا مالا وعددوه وذهبوا به إلى تلك القارة في أبعد بعيد كي يطعموا جائعا وينقذوا مشردا ويبشروا بالخير.. باكيا أصابه فقد «الأمن» بالخوف والمرض! أين الذين عضوا على النواجذ مقهورين وحزانى على ما آل إليه حال النساء والأطفال في مخيمات اللاجئين في البوسنة .. والهرسك وجبال أفغانستان!! أين هم.. وما رأيهم بما يجري على نسائنا نحن وأطفالنا نحن في حدودنا المعتدى عليها اليوم في حرب استنزاف واستنفار واستفزاز واستقصاد!! أم أن نساءنا وأطفالنا ليسوا من الآخرين!! وينكم يا جماعة وإلا يمكن «جنوبنا» بعيد!! أفتح الراديو لا أسمع صوتا للدعاة!! أرقب بعض الشاشات الفضية أجد دعاتها في شغل شاغل يتحدثون عن كل شيء في الحياة إلا عن مصابنا في الحدود!! أسمع خطب بعض المساجد عقب الصلوات لايأتيك منها غير ما علمت ولا كأن الحدود تشتعل فيها النيران!! هذه قريبة وليست بعيدة مخيمات الإيواء «الوطني»من زارها منهم، من قرأ السلام على أفرادها من دعاتنا المبجلين المشهورين! وهذه احتياجاتهم.. بطانية ولقمة ووجه طيب يذكرهم ويقول لهم الله بالخير أنتم بخير.. اللهم لاتحوجنا إليهم!! ولا تكلنا عليهم. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة