بحث مختصون في برنامج «الحي يحمي شبابه»، ضمن برامج مشروع الأمير نايف للوقاية من المخدرات، تعزيز دور الأحياء في حماية الشباب من المخدرات. وطالب المشاركون في الحلقات المصاحبة للبرنامج بتوفير مستشار نفسي واجتماعي في كل حي لعلاج مشكلات التفكك الأسري، وتوجيه برامج الحي للعائلة لتشارك وتتفاعل معها. استضافت البرنامج اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في مقرها، واختتم أعماله بحلقات نقاش شارك فيها عدد من المتخصصين في المجال التربوي، الأمنين الاجتماعي والنفسي، والمهتمين بالقضايا التربوية، الاجتماعية والأمنية ذات العلاقة بالشباب. وأكد الأمين المساعد للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الدكتور فايز الشهري، في كلمة له في إحدى حلقات النقاش، أهمية مثل هذه البرامج التوعوية، مشيرا إلى أن لدى اللجنة الكثير من البرامج المشابهة ستنفذ قريبا. وألقى الدكتور إبراهيم بن داود الداود، الضوء على طبيعة وأهداف البرنامج، ثم انطلقت مداولات ونقاشات في محاور الحلقة وتركزت على مدى قدرة الحي بوضعه الراهن على حماية شبابه من المخدرات، معايير الحي النموذجي الذي يسهم في حماية شبابه، أبرز التجارب المحلية والعالمية في تعزيز دور الأحياء السكنية لحماية الشباب واستثمار قدراتهم، حجم الفجوة بين الوضع الراهن للأحياء وبين المأمول منها لحماية الشباب، البرامج والأنشطة التي يمكن تنفيذها في الأحياء السكنية والموجهة للشباب. وأوضح الدكتور محمد شحات الخطيب، أن الحي بوضعه الراهن ليست لديه القدرة على حماية شبابه لكبر حجمه وعدم وجود تنظيمات فيه، وقال إن «الشواهد تشير إلى حالة من عدم الانضباط في الأحياء، التفكك في العلاقات بين ساكنيه، التصميم الهندسي للأحياء لا يساعد على حماية شبابها من خلال الأنشطة الاجتماعية أو إنشاء المراكز المختلفة». من جهته عد الدكتور علي الجحني المسجد أعظم مؤسسة اجتماعية، ورأى أن يكون موقعه وسط الحي، وفي نفس السياق أوضح الدكتور نزار الصالح أن المساجد تختلف قوتها باختلاف الإمام ونشاطه وحماسه في الاهتمام بأفراد الحي وحماية شبابه من كل خطر، معتبرا المسجد أحد أضلاع المثلث «المسجد، المدرسة والأسرة»، إضافة لدور جماعة المسجد الكبير في التأثير على الأفراد. وأكد المشاركون في حلقة النقاش ضرورة تكامل الإدارات المعنية في رعاية ودعم مراكز الأحياء، وطالبوا بتقديم رؤية علمية تقييمية للمراكز، تقدم لمتخذي القرار من أجل النهوض بمراكز الأحياء والتنسق بين الجهات المختلفة لرعايتها. وتطرق عبدالسلام الشهراني لمحور الأسرة والمدرسة، وأكد خطورة التفكك الأسري، مشيرا إلى أهمية وجود مستشار نفسي واجتماعي في كل حي، مع توجه برامج الحي للعائلة لتشارك وتتفاعل معها. وأكد المشاركون أهمية المدرسة وتجهيزها وتفعيل الشراكة مع القطاع الخاص لتشغيلها مساء، لتوفير برامج تكشف مواهب الجميع خصوصا النساء. وشددوا في ختام حلقة التجارب العالمية وتطبيقات نظم المعلومات الجغرافية، أن للأنشطة داخل الأحياء دورا في خفض الجريمة، وثمنوا الملتقى الذي أطلقته هيئة الأمر بالمعروف في الثمامة، ومساهمته وفق دراسات وإحصاءات في خفض مستوى الجريمة، وبينوا أن النظام الجغرافي يوفر المعلومة الصحيحة لصاحب القرار، ويلزم لإعادة تأهيل الحي وفق النظام التحليلي الجغرافي، المعتمد على محورين للقضاء على المخدرات الإحصاء التحليلي والإحصاء المكاني.