قال أحدهم مرة في محاضرة ألقاها على مجموعة من الشباب منتقدا منتفضا: «أنتم لستم جيل النصر»!!. في الحقيقة يا سيدي الفاضل نعم نحن لسنا جيل النصر ولا الهلال حتى، نحن جيل الشباب. لسنا جيل النصر لأنك يا سيدي وأمثالك لا زلتم بيننا تعرقلون كواحلنا وتضعون من قدرنا وتمتهنون تكسير المجاديف باحترافية لا يتقنها سوى «أنتم». لسنا جيل النصر لأنكم تفترضون فينا أننا نسخة مطابقة من «صندوق بندورا»، الذي حبس فيه كل الشر في العالم وعندما انفتح عم الجحيم. لسنا جيل النصر لأننا جيل الشباب والشابات مشغولون بتصحيح أخطائكم وماضيكم الأسود ومحاولة الخروج من أوحالكم اللزجة التي أغرقتمونا فيها لسنين، والطعن في براءة سلوكياتنا وإطلاق تعاميم خاضعة لرغباتكم، فإن كنتم في مزاج رائق قلتم نعم وإن كنتم ممتعضين قلتم لا، حتى إنتاج العقل البشري لدينا لم يعد نشطا، أتخمته الجرعات الدسمة من إرشاداتكم التي لا تتجاوز ماضيكم. •• أيضا أكاديمي سعودي في دراسة مختلة يقول فيها: حين تقود النساء السيارات في السعودية سيقل عدد الفتيات العذارى!!، يا لعبقريتك . هذا يحترف زرع الفوبيا في نفوس المجتمع ويستغل أكاديميته حتى لا يتسنى للعوام إلا التسليم باستقراءاته، وسيلزم الجموع بتصديق هذا الهسيس الكاذب. على أي أساس غير مخه المتبلد أقام هذه الدراسة؟. يا سيدي «الأكاديمي»، ألم تسمع بشيء يسمى المجموعة الضابطة في التحليل والدراسة؟، ولو أردت أن تفهم معنى المجموعة الضابطة سأعلمك إياها، وليس من مجموعة ضابطة في دراستك هذه. أنتم تسيئون فينا الظن، حنانيكم علينا فنحن لسنا سوى الاشتقاق السلوكي منكم، إضافة إلى رغباتنا الشبابية في التجديد، فصرنا أصنافا شائهة ومسوخا معقدة، وهكذا يكل الحد، ويتبلد الذهن، وتسقط الهمة، وتنفتح صناديق بندورا. [email protected]