توفي حاج آسيوي في إحدى الاستراحات على طريق الهجرة، وأسلم روحه لبارئها بعد نصف ساعة نازع فيها الموت، منتظرا وصول الإسعاف الذي تاه عن الموقع وتجاوزه بمسافة 40 كيلو مترا، ثم عاد ليعلن (المنقذون) أن الحاج فارق الحياة. وفي خضم روحانية رفاقه الحجاج، ودعائهم لميتهم بشيء من السعادة والاحتساب، لم يتوقع أي منهم أن يرفض ذات المسعفين (الناعون) نقل ميتهم إلى مستشفى الحمنة لاستخراج تقرير الوفاة، لتتمكن النقابة العامة للسيارات المسؤولة عن الحافلات الناقلة للحجاج من نقله إلى مستشفى الميقات في المدينةالمنورة، معللين رفضهم بحكم الاختصاص، وأن سيارات الإسعاف لا تنقل الموتى، واضطرت النقابة لنقله بواسطة إحدى سيارتها إلى مستشفى الحمنة، ومن ثم إلى مستشفى الميقات، ليحفظ في ثلاجة الموتى، وذلك بحسب المصادر المؤكدة في النقابة. من جانبه، أوضح مدير الإدارة العامة لهيئة الهلال الأحمر السعودي، في منطقة المدينةالمنورة، سعود بن محمد مشرف، بأنه سيتم التحقيق في الموضوع، مشيرا إلى أن جميع البلاغات التي ترد إلى غرفة العمليات موثقة عبر جهاز التسجيل، الذي يرصد لحظة البلاغ، ولحظة انطلاق الإسعاف، حتى لحظة الوصول إلى الموقع، وسيتم التأكد من ذلك، وإن كان هناك تأخير فسيحاسب المقصرون. الحاج المتوفى في ال60 من عمره، كان في طريقه لزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، بعد أن أدى فريضة الحج، وذلك مع فوجه على متن إحدى الحافلات، التي توقفت في استراحة شهيرة على طريق الهجرة لأداء صلاة العشاء، ولما لبى نداء ربه للصلاة سقط من بين الصفوف مغشيا عليه، وتم الاتصال بالإسعاف، الذي تجاوب مع البلاغ، لكنه تجاوز مدخل الاستراحة، واضطر لقطع مسافة ال40 كيلو مترا للعودة إلى الموقع بعد مايقارب النصف ساعة، كانت ثوانيها فاصلة بين الحياة والموت، ولم يخفف من وطء الحادثة على رفاقه إلا روحانية رحلة الحج وموته أثناء الصلاة.