.. إن الاعتراف بالفضل لمن أحسن، والشكر للمتفضل بالإحسان من أوجب ما يحسن بالمرء أن يؤديه لله جل وعلا، أو لخلقه من المحسنين فإن من لم يشكر الناس لا يشكر الله. وابتداء من هذه الجمعة بعد أن قررت أسرة «عكاظ» استمرار الأعمدة على مدى أيام الأسبوع بما فيها يوم الجمعة، فسأحاول كل يوم جمعة تقديم مروية مما تحدث به رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو رواية إسلامية أو تاريخية مما حفظته لنا كنوز المعرفة.. وعن الشكر وضرورته أبدأ هذا الأسبوع بما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن ثلاثة من بني إسرائيل: أبرص، وأعمى، وأقرع، بدا الله عز وجل أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا، فأتى الأبرص فقال: أي شيء أحب إليك ؟ قال: لون حسن. وجلد حسن، قد قذرني الناس، قال: فمسحه فذهب عنه، فأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا، فقال: أي المال أحب إليك ؟ فقال: الإبل. فأعطي إبلا عشراء. فقال: يبارك لك فيها. وأتى الأقرع فقال: أي شيء أحب إليك ؟ فقال: شعر حسن ويذهب مني هذا. قد قذرني الناس، قال: فمسحه فذهب وأعطي شعرا حسنا. قال: فأي مال أحب إليك ؟ قال: البقر. قال: فأعطاه بقرة حاملا. وقال: يبارك لك فيها. وأتى الأعمى فقال: أي شيء أحب إليك ؟ قال: يرد الله إلي بصري، فأبصر به الناس. قال: فمسحه فرد الله إليه بصره. قال: فأي المال أحب إليك ؟ قال: الغنم. فأعطاه شاة والدا، فأنتج هذا وولد هذا، فكان لهذا واد من إبل. ولهذا واد من بقر. ولهذا واد من الغنم. ثم أتى الأبرص في صورته وهيئته. فقال رجل مسكين تقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك. أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن، والجلد الحسن، والمال، بعيرا أتبلغ عليه في سفري ؟ فقال: إن الحقوق كثيرة. فقال: كأني أعرفك، ألم تكن أبرص يقذرك الناس، فقيرا فأعطاك الله ؟ فقال: لقد ورثت لكابر عن كابر. فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت. وأتى الأقرع في صورته وهيئته فقال له مثل ما قال لهذا فرد عليه مثل ما رد عليه هذا. فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت. وأتى الأعمى في صورته فقال: رجل مسكين وابن سبيل وتقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك. أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري. فقال: كنت أعمى فرد الله بصري، وفقيرا فقد أغناني، فخذ ما شئت، فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله. فقال: أمسك مالك فإنما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك». رواية لا تحتاج إلى تعليق فبالشكر تدوم النعم، بل وتزداد وتكثر، أما الذين يجحدون نعمة الله، أو لا يشكرون المحسن فإنهم بلا ريب سيندمون غدا ولات حين مندم. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة