في رثاء محمد صادق دياب .. نظم الشاعر هذه القصيدة قبل وفاة محمد صادق دياب بعشرين يوما بعدما أن أكد له الأطباء أن صديقه لن يعيش أكثر من ثلاثة أسابيع لا تغادر .. أرجوك .. أنت الشباب لم يحن بعد ياصديقي الغياب لاتغادر .. فما تزال ربيعاً أنت أمطاره وأنت السحاب لا تغادر فعمرك اليوم بدر ولياليك كلها أحباب لم تستعجل الرحيل وفي العمر دروب مخضرة وهضاب كيف تمضي ولم تزل في هواها وهوى النفس دائما غلاب لاتغادر ياصاحبي فجراحي ظمأ دائم وأنت الشراب فانتظرني لكي نموت سويا هكذا دائما يموت الصحاب كيف ياصاحبي تموت وأبقى وأنا بالذي أصبت مصاب كيف تشكو والداء بين ضلوعي فلديك الشكوى وعندي العذاب أنت من يشرب الدواء وعندي الداء ياصاحبي ومالي شراب فالأنين الذي لديك سؤال والعذاب الذي لدي جواب حاصرتنا الآلام ثم أسرنا ثم شبنا في الأسر مع من شابوا وحملنا العناء شهرا فشهرا واقتسمناه فاستقام النصاب واشتركنا فيه فلم يفصلني عنك يوما باب ولا بواب كيف أرثيك ياصديقي حيا وعلى الشعر سدت الأبواب كل يوم يمر يكبر جرحي فحراب تمضي وتأتي حراب فالفوانيس لافتائل فيها والمواويل مالها زرياب كيف ياصاحبي وأنت أمامي يحضر الشعر والطريق ضباب ربع قرن والحب يبدأ منا فكلانا في حبه عراب فإذا مت فالكلام معاق لاحروف له ولا إعراب وإذا وجهك الحزين توارى عن عيوني فكل عين «دياب» فوداعا أبا البنات وداعا أنا لا أنت من عليه الذهاب أنت في مجلس العزاء تعزى أنت من عنده يطول المصاب أنت حي فوق التراب معافى وأنا من عليه يحثى التراب