تشهد شوارع مدينتنا الجميلة جدة حالة ترقب لا مثيل لها. فالكل ينتظر قطرات المطر وما سيترتب على تلك القطرات من نتائج! الكل.. عدا عادل ووسام!. فهذان التوأمان مشغولان جدا في تحليل وتفسير ما قاله لهما والدهما قبل عدة أيام، حين عاد منهكا من عمله في إحدى الليالي الباردة، فتناول عشاءه وناداهما ليبدأ حديثه قائلا بتعجب: «أتساءل عما سيفعله ملاك النوادي الرياضية بعد مدة ليست بالطويلة! وكيف سيتحملون تلك الخسائر التي ستلحق بنواديهم! وباعتقادي أن مطالبة الفتيات الآن بإقامة نواد رياضية مفتوحة لهن ليست في محلها أبدا، فالنوادي الشبابية ستغلق أبوابها قريبا جدا!». وأمام علامات الاستفهام تلك التي ارتسمت على ملامحهما أكمل قائلا: «القيادة اليوم أصبحت كسباق الرالي، فالسرعة الجنونية أحد سماتها، وإن كان بمقدورك في السباق أن ترى السيارة التي تمر بالقرب منك بعد أن تتجاوزك، إلا أن ذلك لا يحدث في شوارعنا وربما لا تسمع إلا صوت محرك السيارة في معظم الأحيان أو تشعر باهتزاز سيارتك فقط! وبعد أن كان السائق يخرج من منزله وهو لا يحمل إلا هما واحدا يتمثل في الوصول إلى مقصده في الوقت المحدد، إلا أنه اليوم يحمل هموما أخرى تساند همه القديم! فهو يريد الوصول إلى مقصده ومن ثم العودة إلى منزله قطعة واحدة.. أو على الأقل بأقل قدر ممكن من الأضرار!. لكن الأهم من كل ذلك هو ما أشرت إليه في بداية حديثي، وهو أن ممارسة القيادة أصبحت عملية مجهدة ومقلقة جدا، وهذا القلق والإجهاد يزيد من ضربات القلب التي تؤدي إلى حرق المزيد من السعرات الحرارية في الجسم، لذا قد تكون طريقة مثلى واقتصادية لحرق الدهون والشحوم التي سكنت أجسادنا بدلا من إضاعة الوقت والمال في تلك النوادي؟! ما رأيكما في ما قلت.. منطقي أليس كذلك..؟!». لم يملك عادل ووسام بعد سماعهما لكل ما قاله والدهما تلك الليلة وتفسيره وتحليله، وبعد أن تخلصا من حالة الذهول التي اعترتهما، لم يملكا إلا التفكير جديا في شراء دراجتين.. إحداهما للقيادة في الطرقات والأخرى لحرق الدهون.. ولكن في المنزل!. [email protected]