تسهم العديد من عوامل الخطورة في الإصابة بأمراض القلب الوعائية، لذلك تم التعريف بآلية مقاومة هذه العوامل، ومع ذلك لا نزال نرى أن 54 في المائة من السعوديين مصابين بارتفاع الكولسترول، وأعتقد أن الحال في الخليج ليس ببعيد عن ما نراه هنا في المملكة. ومعروف طبيا، أن لعلاج ارتفاع الكولسترول فوائد عظيمة في الوقاية الأولية والثانوية من أمراض القلب الوعائية، لكن المسح المقطعي الذي أجري في أوروبا وأمريكا على إدارة عوامل الخطر المحددة للإصابة بأمراض القلب التاجية، أظهر أن مرض ارتفاع الكولسترول لا تتم معالجته بالشكل الكافي حتى الآن. وكشف المسح المركزي الكامل لدول الشرق الأوسط الخاص بنقص علاج ارتفاع الكولسترول من خلال دراسة (سيفوس) التي لقيت دعما وإشرافا من وزارة الصحة بالتعاون مع جمعية القلب السعودية وبرنامج سلامة قلبك حول المرضى الذين يتعاطون أدوية علاج خفض الدهون في 6 من دول الخليج العربي، وهي: البحرين، عمان، قطر، دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة بهدف تقييم الكولسترول المنخفض الكثافة بين المرضى. وشملت الدراسة ما يقارب 5457 مريضا، وضمت نتائج التحليل الكامل ما يقارب 5276 مريضا أعطوا موافقتهم المسبقة، بعد أن توفرت بياناتهم المخبرية كاملة، حيث أشارت الدراسة إلى أن أكثر سببين رئيسيين لوصف أدوية خفض الدهون هي الوقاية الأولية بنسبة 72 في المائة، والوقاية الثانوية بنسبة 27 في المائة. كما أوضحت أن 93 في المائة من المرضى الذين شملتهم الدراسة استخدموا عقار ستاتين، وحسب إرشادات البرنامج الوطني التعليمي عن الكولسترول لسنة 2004 فقد تمت السيطرة على المرض عند 59.42 في المائة من المرضى الذين يتناولون أدوية خفض الدهون كوقاية أولية مقابل 32.89 في المائة من المرضى الذين يتناولون أدوية خفض الدهون كوقاية ثانوية. وبناء على ما سبق، يمكننا القول: إنه بالرغم من أن خطر الوفاة للمرضى المصابين بأمراض القلب التاجية معروف، وعلى الرغم من توافر العديد من الإرشادات لتقليل هذه النسبة إلا أن مرض ارتفاع مستوى الكولسترول في دول الخليج التي شملها الاستطلاع لا يزال غير خاضع للسيطرة بعد. والحل هنا يكمن في استعمال أدوية أكثر فعالية لضمان تحكم أفضل. (*) استشاري طب القلب في جامعة الملك سعود نائب مدير مركز الملك فهد لطب وجراحة القلب.