مهما تكن ملابسات حريق مدارس براعم الوطن الأهلية بجدة ومسبباته، فهو كارثة إنسانية وحدث مأسوي ومتوقع حدوثه حتى في مواقع أخرى ليست في المدارس فقط بل ربما في مصانع وأسواق وقصور وصالات أفراح في ظل عدم الاهتمام بوسائل السلامة وإدراك متطلباتها واشتراطاتها الأساسية وانعدام الوعي بطرق الإنقاذ والإخلاء السريع في مبان مستأجرة لم تكن مهيأة أصلا لأن تكون مباني مدرسية نموذجية ذات ممرات واسعة وساحات مفتوحة وفصول واسعة جيدة التهوية وسلالم ومخارج للطوارئ وحساسات حريق وجهاز إنذار، المباني المستأجرة مشكلة رئيسية وخطيرة على سلامة الأرواح التي غدت لا تهم كثيرا ممن وافق على فتحها وإعطاء التصاريح لها بمزاولة عملها وتهاون الجهات المعنية في متابعتها ومدى صلاحيتها وتهيئتها لمواجهة أي طارئ وحادث عرضي قد يحدث فجأة في أي وقت. إلا أننا نصر على أن هذه المدارس المغلقة بسياج الحديد و (الزنك) والمنافذ المغلقة بأقفال الحديد هي الأصلح والأفضل حتى تقع الكارثة ونعود بعدها للوم والانتقاد والترحم على الضحايا. وحتى لا يتكرر ما حدث في مدارس براعم الوطن في جدة وقبل ذلك في مدرسة البنات (31) في مكةالمكرمة فإن مراجعة مسببات هذه الكوارث ضرورية جدا حتى لا نجتر أخطاءنا ونردد عقب كل كارثة بأنها نوازل القدر وإهمال البشر وننسى أن ضحايا هذه المآسي أرواح بريئة وغالية، أرواح أؤتمنا عليها. محمد الذيب الباحة