عبد الله باجبير - الاقتصادية السعودية رحم الله ضحايا حريق المدرسة المروع والذي راح ضحيته معلمتان وجرح المئات، تحية للشباب الذي اقتحم النيران وأنقذ الأرواح .. وإلا تضاعفت أعداد الضحايا وأصبحت أمام "هولوكوست". والسؤال الآن قبل الحديث عن الواقعة أو الكارثة .. لماذا لا نلتفت إلى الخطأ إلا عندما تقع الكارثة، لماذا نغمض أعيننا عن التقصير حتى تعاقبنا المصائب والكوارث؟! في هذا الحادث المروع من هو "العبقري الذي أمر بتحزيم المدارس بالحديد وكأننا في جوانتانامو". تعالوا نرى أحداث الكارثة التي لولا جهود الشباب وتضحياتهم وشجاعتهم لتضاعف عدد المحترقين عشرات وربما مئات المرات .. ولنتذكر كارثة سيول "جدة" والتي كان ضحاياها 100 ضحية ولولا جهود شباب "جدة غير" لكانوا آلافا مؤلفة. الآن نطالب بوجوب محاسبة المسؤولين عن أي تقصير أو إهمال أدى أو ساهم في حريق هذه المدرسة وترويع الطالبات .. واضح أن ثقافة السلامة والطوارئ ضعيفة لدى المدرسين والمدرسات والطلبة والطالبات وذلك لعدم اعتراضهم على أحوال السلامة داخل مدارسهم، كذلك أولياء أمور الطلبة والطالبات لا يسألون عند تسجيل فلذات أكبادهم عن أوضاع السلامة .. وهل هناك حقيقة اهتمام بالسلامة داخل المدرسة وداخل الفصول في المدرسة ومداخلها ومخارجها .. أيضا نطالب بإعادة النظر في شروط منح تصاريح فتح المدارس الأهلية والتقييم الدقيق لأوضاع السلامة داخل المدرسة لأن التساهل في شروط السلامة يعني تعرض حياة فلذات الأكباد للخطر والموت. ويجب الآن فوراً ربط جميع المدارس بنين وبنات حكومية أو أهلية بالدفاع المدني مباشرة وتركيب أجهزة إنذار مبكر في جميع المدارس والفصول، والصيانة الدورية لنظام الإنذار المبكر في موعدها وكل المخاطر الكهربائية .. ومن المشاكل المعروفة أن معظم المدارس أهلية أو حكومية مستأجرة، ولم تكن أصلاً مقامة كمدارس ولكنها عمارات وفلل تم تحويلها إلى مدارس. أيضاً يجب إعادة النظر في قضبان الحديد فوق شبابيك المدارس حيث أعاقت الإنقاذ في مدرسة "جدة" وأيضاً عدد مخارج الطوارئ وأبواب الدخول والخروج .. كل هذه العوائق كانت أسبابا رئيسية في حريق مدرسة "براعم جدة" .. مدارس البنات أصبحت كأنها سجون .. قضبان حديد حتى شبابيك الدور الثالث .. لماذا؟! مطلوب وقفة صادقة وحازمة، ومحاسبة كل المقصرين .. خاصة أن عدداً من الطالبات قمن بإلقاء أنفسهن من الدور الثالث، وهذا يعطي صورة عن الوضع الخطير والمخيف الذي عاشته فلذات أكبادنا في هذه الكارثة .. والهلع الشديد الذي تعرض له مجتمع "جدة" والمجتمع السعودي كله بسبب هذا الحادث. كفانا أخطاء .. كفانا سكوتا عليها .. فليحاسب المسؤول أو المسؤولون أيا كان .. وأياً كانوا!!