فيما أكدت إدارة الدفاع المدني إنهاء تأهيل 65 ألف موظفة من منسوبات التعليم في عدد من المناطق والمحافظات على أعمال الإطفاء والإنقاذ من الحرائق، أشارت المدارس الأهلية إلى أن وسائل السلامة لا تفيد بدون توفير مؤهلات لأداء مهام الدفاع المدني. وقالت ل «عكاظ» مصادر إن عددا من إدارات الدفاع المدني بدأت منذ العام الماضي في تدريب منسوبات التعليم من معلمات، مشرفات وإداريات، مشيرة إلى أنها ستواصل دوراتها التدريبية وعقد عدد من ورش العمل خلال العام المقبل، مبينة أن تدريب السيدات كان في قطاعات حكومية مختلفة، منها إدارات التربية والتعليم قدمت لهن خلالها برامج توعوية، ملمحة إلى أن طرق التدريب كانت على طرق الإنقاذ واستخدام طفاية الحريق وأجراس الإنذار، وما إلى ذلك من أعمال تناسب طبيعة المرأة. وأكدت المصادر أنها تنفذ سنويا جولات للوقوف على اشتراطات السلامة في كل المدارس الأهلية، إضافة لتنفيذ تجارب افتراضية في عدد من المدارس للإخلاء، لافتة إلى أنه لا تمنح المدرسة ترخيصا حتى تكون لديها شهادة سلامة وصلاحية منشأة تعليمية. إلى ذلك أكدت عدد من مديرات المدارس وملاك المدارس الأهلية، طلبوا عدم ذكر أسمائهم، عدم وجود جدوى من توافر وسائل السلامة في المدرسة في ظل عدم وجود متدربات داخلها، مشددات على التزامهن بكل وسائل السلامة التي يشترطها الدفاع المدني من شبكة إنذار، مضخة الماء، الطفايات اليدوية، تأمين نوعية من الأثاث غير قابل للاشتعال، إيجاد مخرجين متعاكسين للطوارئ، مشيرين إلى أن غالبية منسوبات المدارس لا يجيدن التعامل مع أدوات ووسائل السلامة التي يجري توفيرها في المدرسة. من جهة أخرى أعاد حريق المدرسة المنكوبة في جدة بعد عشر سنوات، ذكرى حادثة حريق المدرسة 31 المتوسطة الحكومية في مكةالمكرمة، والذي راحت ضحيته 65 طالبة، معلمة ومستخدمة، منهن 14 طالبة توفين أثناء الحادث، بينما توفيت الطالبة الخامسة عشرة بعد أيام من الحريق. واستعادت طالبات المدرسة تلك الذكرى المؤلمة، وقالت إحداهن إيمان عبدالله، وهي تحضر الماجستير حاليا، «تابعت حادثة الحريق الذي شب في مدرسة بنات في جدة فعادت بي الذاكرة للأحداث التي شهدتها في مدرستي المتوسطة آنذاك، ذكريات الموت أكثر من مرة.. رائحة الحريق، تناثر الجثث في فناء المدرسة، شعرت بمعاناة كل من كان في مدرسة جدة». تضيف إيمان «تتوقف لدى الإنسان في مثل هذه اللحظات كل طرق التفكير, ويبدأ التفكير في الموت فقط، وكيف سأموت، إنه شعور مؤلم تنظر لمن حولك، تحاول أن تنقذ نفسك، أو تساعد الآخرين، لا سبيل للنجاة لا يوجد إلا الدعاء، ومستحيل أن يشعر أي إنسان بعظم مثل هذه الكارثة إلا من كان في المكان». وتساءلت إيمان «عشر سنوات بين حريق مدرسة حكومية راح ضحيته 15 طالبة، وحريق في مدرسة أهلية في جدة راح ضحيته معلمتان.. من المسؤول»؟. وكانت لجان التحقيق في حادثة مدرسة البنات المتوسطة الحكومية قد أصدرت عام 2002 عشر توصيات، هي تنسيق وزارة التربية والتعليم فورا مع إدارات الدفاع المدني والأمانات والبلديات، للتأكد من سلامة أوضاع كافة المباني المخصصة كمدارس، معالجة أوضاعها بما يكفل سلامة الطالبات والعاملات فيها، متابعة تدريب العاملات والعاملين في المدارس عمليا على عمليات الإخلاء والتعامل الأولي مع حالات الطوارئ، التنسيق لتنفيذ تجارب فرضية للتعامل مع مثل هذه الحالات الطارئة عند حدوثها، تزويد المدارس بالعدد الكافي من الحراس، بحيث يكون هناك حارس واحد على الأقل في كل بوابة، توفير مراسل لكل مدرسة بنات، إنشاء مبان وفق المواصفات والاشتراطات اللازمة للمدارس، بحيث تعطى الأولوية للمدارس الواقعة في مبان مستأجرة حاليا، خصوصا الواقعة في الأحياء الشعبية، وتلك التي عليها ملاحظات أمن وسلامة من قبل الدفاع المدني، دعم جمعية الهلال الأحمر السعودي في العاصمة المقدسة بالعدد الكافي من سيارات الإسعاف والكوادر البشرية لمواجهة مثل هذه الحالات.