استعرض فريق طبي سعودي في مؤتمر عالمي عقد أخيرا في مدينة لنجوا الصينية تجربته في إجراء جراحة تعد الأولى من نوعها عالميا لإنهاء معاناة المصابين بمرض نادر يعرف بمتلازمة الشريان المساريقي العلوي الذي يعتبر من الظواهر السريرية النادرة (0.08 0.01 في المائة)، ويحدث جراء ضغط الشريان المساريقي العلوي على الجزء الثالث من الاثني عشر، مما يمنع مرور العصارات الهضمية وكذلك الطعام، ويعد المرض من الحالات البالغة الصعوبة في التشخيص، حيث يعاني المريض من تقيؤ مستمر وآلام في البطن وفقدان الشهية ونزول حاد في الوزن مما يؤدي لاضطراب في الأملاح المعدنية الأساسية في الجسم والذي قد ينتهي بالوفاة، ويبدأ المشوار العلاجي بإعطاء المريض وجبات متكررة ذات سعرات حرارية عالية والتي قد تنجح في بعض الحالات بالعلاج التحفظي، أما في حالة فشل هذه الخطوة فتكون الجراحة هي الحل المتبقي، والذي يهدف إلى توصيل جزء من الأمعاء الدقيقة بالأنثي عشر في الجزء الواقع قبل الشريان الضاغط بحيث يشكل مجرى جانبيا كممر للعصارة والأكل. وقدم طبيب الجراحة في مستشفى الملك فهد العام في جدة براء النابلسي، ورقة عمل بدعوة من المنظمة الكندية العالمية لحضور المؤتمر العالمي الذي اختتم انشطته في مدينة لنجوا في الصين، تناول فيها جراحة المرض النادر الذي يعرف بمتلازمة الشريان المساريقي العلوي، متطرقا لحالة المريضة التي كانت تعاني من آلام مزمنة في البطن وحموضة وقيء متكرر وهزال شديد، وتم إجراء عملية لها تعد الأولى من نوعها عالميا في توصيل الأمعاء الدقيقة بالاثني عشر (حلقة أوميجا مع توصيلة براون بالمنظار البطني الجراحي) وذلك لتحويل الطعام عن الجزء المضغوط من الأمعاء. الأطباء الصينيون والمشاركون في المؤتمر أبدوا إعجابا كبيرا بورقة العمل التي تضمنت علاج الحالة، وكرم مدير جامعة لنجوا الدكتور لي الفريق الطبي السعودي مع استشارتهم في الحالات الجراحية المستعصية في مستشفى لنجوا الجامعي. يشار إلى أن الفريق الطبي تضمن كلا من استشاري جراحة المناظير الدكتور أسامة فيدة، واستشاري جراحة المناظير الدكتور محمود حمو، والدكتور براء النابلسي طبيب جراحة. وضم المؤتمر نخبة من الجراحين من مختلف دول العالم من أمريكا، الأرجنتين، البرازيل، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، كندا، الهند، مصر، المغرب، إيطاليا، المجر، أستراليا. كما تم توثيق الحالة المرضية علميا في المجلة الطبية السعودية ونشرت عالميا.