لا شك أن تقاذف تنفيذ المشاريع الحيوية بين مقاولي الباطن أحد أهم أسباب تعثر المشاريع وسوء تنفيذها، وهو ما أكد عليه سماحة المفتي في إحدى خطبه (تقاذف مشاريع الدولة بين المقاولين بالباطن غش للأمة وكسب مال حرام). كثير من أولئك المقاولين يقفون خلف كثير من المشاكل التي كانت نتيجة سوء تنفيذ في المشاريع التي استلموها وأشرفوا عليها، ومع الأسف خلفت بعضها كوارث حقيقية ذهب نتيجتها أبرياء بلا ذنب، فضلا عن خسائر طائلة في المال العام تبلغ مئات الملايين من الريالات. هذه المشكلة تنشأ في العادة بسبب طمع وجشع بعض المقاولين ممن يحرصون على الدخول في كل مناقصة لأي مشروع مهما كبر بعيدا عن النظر إلى إمكاناته وقدرة شركته على التنفيذ في الوقت المحدد وبالمواصفات المطلوبة، متكئا على حقه في تقطيع أوصال المشروع وتسليمه مجزأ إلى مقاولي الباطن بغض النظر عن ما سيخلفه ذلك من مشاكل كبيرة من أهمها تأخر التسليم أو تعثر المشروع بشكل كامل أو تسليمه ناقصا ومخالفا لشروط العقد. إن الجهات المعنية مسؤولة عن مراقبة مثل هذه الحالات فضلا عن ضرورة التقيد الكامل بشروط ومواصفات الشركات المتقدمة للمشاريع قبل دخول المناقصة. عقاب بن رزان الشيباني