تواصلت الأجواء الملتهبة في العاصمة المصرية القاهرة، حيث احتشد آلاف المتظاهرين في ميدان التحرير مجددا أمس، مؤكدين إصرارهم على أن يتخلى الجيش عن السلطة في أسرع وقت ممكن رغم تعهد رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي بتسليم الحكم إلى رئيس منتخب منتصف العام المقبل. وتجددت المواجهات بينهم وبين قوات الأمن. وفي محاولة لتخفيف حدة التوتر أعلن المستشار عادل السعيد مساعد النائب العام المصري، أنه سيتم استدعاء عدد من المسؤولين في وزارة الداخلية للتحقيق معهم حول أحداث المواجهات التي شهدها ميدان التحرير ومحيطه في الأيام الماضية. ودعا السعيد، في تصريح للصحافيين أمس، كل من لديه معلومات تساعد النيابة في التحقيقات التي تجريها إلى التقدم بها فورا، لافتا إلى أن النائب العام يتابع كافة التحقيقات التي تقوم النيابات المختلفة بمباشرتها والاستماع إلى أقوال المصابين وكافة الأطراف ذات الصلة بالأحداث الدامية التي شهدتها القاهرة وعدد من المحافظات. لكن مفوضة حقوق الإنسان في الأممالمتحدة نافي بيلاي طالبت بفتح تحقيق محايد ومستقل. وقالت بيلاي «أطالب بإلحاح السلطات المصرية بوقف الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين في ميدان التحرير وسائر أنحاء البلاد»، مؤكدة «وجوب فتح تحقيق سريع ومحايد ومستقل». من جهته، ندد محمد البرادعي المرشح للانتخابات الرئاسية ب «مجزرة» ارتكبت في ميدان التحرير في القاهرة. وقال البرادعي في رسالة نشرها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إن «قنابل غاز ورصاصا حيا استعملت ضد المدنيين في ميدان التحرير.. إنها مجزرة». وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية تداول خلال اجتماع مع الأحزاب السياسية اسم البرادعي لتولي رئاسة حكومة وحدة وطنية، خلفا لعصام شرف الذي قدم استقالة حكومته. وفي الوقت نفسه، قرر آلاف المتظاهرين في القاهرة وعدد من المحافظات المصرية مواصلة اعتصام مفتوح للمطالبة برحيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن السلطة، وتشكيل مجلس رئاسي مدني وحكومة إنقاذ وطني لإدارة شؤون البلاد إلى حين انتخاب رئيس جديد لمصر. وأفاد مصدر طبي في مستشفى ميداني داخل مسجد عمر مكرم المطل على ميدان التحرير أن ثلاثة أشخاص قتلوا في مواجهات وقعت في الميدان أمس بين المحتجين وقوات الأمن. وقال المصدر «يبدو أنهم أصيبوا بطلقات نارية، لكن لم تتح لي الفرصة للتحقق من ذلك قبل نقلهم إلى المشرحة، وكانت جمجمة أحدهم مهشمة». وفي مستشفى ميداني آخر أقيم داخل كنيسة قصر الدوبارة بجوار ميدان التحرير، قال مصدر إن طفلا في العاشرة من العمر أصيب بطلق ناري في رأسه وتم نقله إلى مستشفى القصر العيني لخطورة إصابته. وأدت المواجهات إلى سقوط 31 قتيلا من بينهم 28 في القاهرة وواحد في الإسكندرية وآخر في الإسماعيلية، بحسب آخر حصيلة رسمية أصدرتها وزارة الصحة صباح أمس قبل تجدد الاشتباكات.