حريق مدرسة براعم الوطن يفتح باب تناقضات الإدارات المسؤولة عن تراخيص المدارس الأهلية، وأقصد الاشتراطات الفنية التي تطلبها هذه الإدارات من أصحاب المدارس الأهلية عند افتتاحها والالتزام بتنفيذها وتطبيقها على البعض والتهاون والتنازل للبعض. كتبت عن قصة صاحبة مدرسة أهلية رُفض مبنى تقدمت به ليكون مدرسة بحجة أنه غير مناسب بينما يوافق على افتتاح مدرسة في هذا المبنى المرفوض ولكن لمتقدم آخر، وتتكرر كثيرا هذه القصص حتى أصبحت هناك قناعة أن تراخيص المدارس الأهلية لا يمكن أن يتم إلا بالطرق الملتوية ويتبع ذلك أيضا تراخيص الدفاع المدني المهمة جدا للمدارس بصفة عامة أهلية كانت أو حكومية. براعم الوطن صفحة في قصة كبيرة مليئة بعلامات الاستفهام التي تراكمت مع الزمن وقد يكون من كتب وسطر هذه العلامات المنتفعين والمتهاونين. المشكلة لا تنحصر في المدارس الأهلية فقط بل في جميع المدارس، فهناك مدارس كثيرة لا تنطبق عليها معايير السلامة ومعرضة لا قدر الله لأخطر مما حدث في مدرسة براعم الوطن وهذا لا يجب أن يجعلنا ننقض على المدارس الأهلية فقط كعادة ردود أفعالنا ومن باب أنها مقدور عليها ولكن يجب أن نسعى لتطبيق الأنظمة والقوانين المختصة بالأمن والسلامة في المدارس كلها وبطريقة ذكية وسريعة وعادلة، وبمعنى آخر لا نضع كل الخطيئة على مدرسة ونخاف أن نقترب أو نعدي من شارع مدرسة أخرى، ولأسباب كلنا يعرفها فالخطر واحد وأسبابه وسننه متعددة ولا يُميز مدرسة فلان عن علان. وراء حريق مدرسة براعم الوطن سر، فجميع الروايات تؤكد أن النار كانت في منطقة البدروم وأن النار انحصرت فيه وما أصاب الجميع هو ضرر الدخان الأسود الحار جدا المتصاعد من البدروم، لذلك يجب أن يكشف سر هذا البدروم وما كان يحتويه، فبعض الروايات تؤكد وجود كور بلاستيك تسببت في كثافة هذا الدخان الأسود وبعضها يتحدث عن وجود كمبروسرات المكيفات المتواجدة في مكان خطأ منذ سنوات وإلى آخره من الروايات التي لا تنتهي إلا باكتشاف سر بدروم المدرسة وما كان يحتويه والغرض الذي استخدم فيه وجعل مجرد دخان صاعد منه يفعل ما فعل والحمدالله على قضائه وقدره. [email protected]