لم يكن النصر الدبلوماسي الكبير الذي حققته المملكة في الأممالمتحدة، بإدانة إيران لمحاولتها الفاشلة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير بالأغلبية، نصرا للسعوديين فحسب، بل كان اختراقا إيجابيا ونجاحا لجميع الدول المحبة للسلام، والرافضة للعنف والإرهاب والمؤيدة للأمن والسلم العالمي، وفي الوقت ذاته جاء القرار لطمة للملالي في قم، ولجما لتحركات الحرس الثوري الإرهابي، وكشفا للمخططات المريبة التي تسعى طهران من خلالها لإحداث بلبلة وحالة عدم استقرار في منطقة الخليج والشرق الأوسط، فضلا عن محاولاتها تصدير مشكلاتها الداخلية إلى الخارج. ويعكس مشروع القرار السعودي الذي اعتمد في الجمعية العامة للأمم المتحدة أخيرا بأغلبية 106 دول، رغم محاولة إيران اليائسة الالتفاف عليه، إرادة وتصميم المجتمع الدولي الذي عرى طهران، والتفهم العالمي الواضح للمؤمرات الإيرانية ليس فقط على صعيد محاولة اغتيال الجبير الدنيئة، بل أيضا لتدخلاتها السافرة في الشؤون الداخلية للدول العربية. ولا يمكن أن نتجاهل أيضا النصر الثاني الذي حققته الدبلوماسية السعودية في المنظمة الأممية من خلال حصولها على الأغلبية الساحقة لإنشاء المركز العالمي لمكافحة الإرهاب، والذي دعا لتأسيسه خادم الحرمين الشريفين في المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي عقد في الرياض عام 2005 والذي سيعتبر إضافة نوعية للتعاون الدولي في مكافحة الارهاب في المنظمة الأممية. إن استصدار قرارين أممين متلازمين في يوم واحد بأغلبية كبيرة، يعكس تأثير المملكة في أكبر محفل عالمي، كما أنه يعتبر إنجازا سياسيا غير مسبوق في المنظمة الدولية. المسؤولية تقع الآن على إيران التي أصبحت ألاعيبها مكشوفة، ولن تستطيع تلميع صورتها البشعة في المنطقة، باعتبارها دولة مارقة وداعمة للإرهاب والعنف، فضلا عن محاولاتها المتكررة لفرض نفسها كقوة إقليمية، وإذكاء الروح الطائفية. إن ايران التي تواجه عزلة عالمية، لا يمكن لها الخروج منها، إلا عبر إعادة النظر بشكل جذري في سياساتها الخارجية العدوانية، وإنهاء ثقافة التآمر، وإذكاء الطائفية، ومن ثم الرضوخ لقرارات المجتمع الدولي .