لا نحتاج حوادث تجتر من خلالها ذاكرتنا قصصا من الماضي أليمة، مرتبطة وبقوة بكيفية تفكيرنا وتخطيطنا، وتنميتنا، وتتحمل جهات مسؤولة في بلادنا أن خططها وأداءها منبع وجذر للحوادث، إذا تقصينا بحثا عن حيثيات فسنجدها كامنة تنتظر من ينقب عنها، بين غيبوبتين رقدت أرواح 14 روحا غضة من خيرة بنات الوطن. اثنتان في حريق مدرسة براعم الوطن، والبقية قضت في حادثة طالبات قرى حائل الباحثات عن فرص التعليم العالي. **هنا تصريح وكيل وزارة التربية والتعليم، لتعليم البنات الدكتورة هيا العواد، والتي اعتبرت وزارة الشؤون البلدية تتشارك مع غيرها من الجهات المسؤولية لوجود «قضبان حديدية» في مدارس البنات، ما أعاق عمليات الإنقاذ والإخلاء في حريق مدرسة براعم الوطن في جدة، وأكدت بوجود مدارس لا تتوفر فيها وسائل الأمن والسلامة و «القضبان تكون في الدورالأول فقط من المبنى، وهي من اشتراطات البلدية»، إذن من المسؤول عن القضبان التي نراها في كل المدارس في الأدوار العلوية، ولماذا لا توجد وسائل حماية عدى قضبان الحديد حتى في الدور الأول، ألا يمكن أن تتعطف وزارة البلدية وتنظر بعين الاعتبار لأن المدارس تختلف عن غيرها بحكم طبيعة احتوائها نسبة كثافة بشرية تتحول إلى وسيلة حرق بدلا من كونها وسيلة حماية أثناء كوارث اشتعال الحرائق.! **وهنا تعتبر الناجية الوحيدة من حادث حائل الطالبة وداد الرشيدي أنها مع زميلاتها ضحية400كلم يوميا، ونقلا عن أحد أقاربها آخر ما تتذكره من تفاصيل الحادث تقول «كنا نستعد كباقي الأيام كما اعتدنا منذ سنوات بعد فقدنا للأمل في افتتاح (فرع للجامعة في قرانا) التي بأمس الحاجة لوجوده خاصة مع كثافة سكانية هائلة وبعد في المسافة..رحلة الدراسة تبدأ قبل صلاة الفجر وتنتهي قبيل الغروب بشكل يومي».! غيبوبة التخطيط الواعي تنمويا لكون بلادنا شاسعة لا يعني أن هذه الطرقات التي تلتهم أبناءنا وبناتنا ومنذ أعوام من المسلمات وليس لها حلول، التنمية تتبع الإنسان وليس العكس، أما عجائب اشتراطات البلدية وقتامة الشروط المرتبطة بالمنشآت النسائية فهي جزء إلحاقي لما يرد من جمل غليظة وغير مبررة في محور المرأة الوارد في خطط التنمية والذي تختتم غالبية فقرات بكلمة «حسب الضوابط الشرعية» وأخشى ما أخشاه أن تكون تطبيقات الشؤون البلدية لهذه الكلمة تعني هذه القضبان الحديدية المفزعة..عقل الإنسان القيادي لن يعدم حلولا لإصلاح هذا الخلل..نتفهم القضاء والقدر، وعلينا أن لا نتصالح مع وجود التقصير والبنية التحتية المؤدية لهذه المأسي. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة