أوصى استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد إدارة التربية والتعليم في جدة بأهمية نقل الدراسة من مدرسة براعم الوطن إلى مبنى آخر للفصل الدراسي الحالي هذا على أقل تقدير، «كونه غير صالح للعملية التربوية من الناحية النفسية للطالبات ومنسوبات المدرسة، لما يعج به من ذكريات مؤلمة لكافة الأطراف»، مؤكدا على ضرورة المساندة النفسية والعاطفية من قبل الأطراف المعينة لطالبات ومنسوبات المدرسة «لأن هناك اضطرابات ستصيب الطالبات في المرحلة المقبلة تتمثل في تراجع المستوى الدراسي، وينبغي مراعاة هذه الاضطرابات التي تحتاج إلى تدخل نفسي ودوائي لتجنب إصابتهن بهلاوس سمعية وبصرية للحادثة». وأضاف الدكتور الحامد، «إذا ما تم الانتقال لمبنى المدرسة مرة أخرى ينبغي العمل على تغيير التصميم الداخلي من ناحية تغيير طلاء الألوان لمبنى المدرسة الداخلي والخارجي لتشعر الطالبات والمنسوبات بالتغيير»، مقترحا «على وزارة التربية والتعليم الاستعانة بالأطباء النفسيين من وزارة الصحة لمساندة المتضررين والعمل على إعادة تهيئتهم النفسية لأن هناك حالات قد تحتاج ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر لاستعادة التوازن النفسي». وحول تأثير الكوارث على الصحة النفسية للفرد قال الدكتور محمد الحامد «هناك نوعان لتأثيرات الكوارث، فهناك الضغط النفسي الحاد وهو أن يصاب الإنسان بنوع من الهلع والذعر ويبدأ التركيز على مستوى الفرد في كيفية الخروج والنجاة، وهنا تتسارع نبضات القلب ويقل مستوى التركيز والتصرف غير السوية كالقفز من مكان عال، أما في حالة الكارثة الجماعية فإن الجميع يصابون بما يسمى ب (الهيستريا الجماعية) أي حالة الخوف المضاعف وعدم الإحساس بالأمان وتبدأ البحث عن سبل النجاة والتدافع والسقوط من مبنى شامخ، وعند انتهاء الظرف يدخل الإنسان فيما يسمى (كرب ما بعد الحادث)، حيث يعاني من إعادة المشهد الكارثي في ذهنه، إضافة لخوفه من الأماكن المشابهة ذات العلاقة بموقع الحادث.