نفى اللواء عادل زمزمي مدير عام الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة ما تردد عن تأخر وصول فرق الدفاع المدني إلى موقع حريق مدارس براعم الوطن، وأكد في حواره مع «عكاظ» أن الفرق وصلت في زمن قياسي، مؤكدا أن لجان التحقيق استدعت مالكة المدرسة وأخذت بعض الإفادات، لافتا في الوقت نفسه إلى أن المدرسة أكملت وسائل السلامة من كافة التجهيزات المعتادة، فإلى مضابط الحوار: • لماذا تأخرت فرق الدفاع المدني في الوصول إلى الحريق؟ الفرق لم تتأخر وهذه للأسف شائعات يروج لها البعض، ويحاول التقليل من العمل الذي أداه أفراد الدفاع المدني خلال الحادثة سواء من إنقاذ أو إطفاء. • ولكن هنالك من تحدث عن تأخر في الوصول مما اضطر المارة لإنقاذ الطالبات؟ هذا كلام غير صحيح، فرقنا لم تتأخر في الوصول، بل جاءت في وقت قياسي وقد تأكدت من ذلك فور وصولي للموقع، حيث طلبت منهم التسجيل المرتبط بعمليات الدفاع المدني ووجدت أن الفرق وصلت في الوقت المناسب تماما. • خلال كم دقيقة وصلت أول فرقة إنقاذ من مقرها حتى موقع الحادث؟ لا يحضرني الوقت، ولكنها وصلت في زمن قياسي ما ساهم في إنقاذ الأرواح والممتلكات. • هل تعتقد أن الزحام المروري الذي تشهده جدة يساهم في تأخر وصول الفرق في حادثة المدرسة أو غيرها من الحوادث؟ الزحام المروري في جدة موجود بلا شك، ولكن آلياتنا تنتقل دائما عبر أقصر طريق وتتعامل مع الزحام بالشكل المطلوب. • فيما يتعلق بوسائل السلامة في المدارس، هل ينفذ الدفاع المدني زيارات ميدانية للمدارس للتأكد من توافرها؟ الدفاع المدني ليس المسؤول عن ذلك لوحده، فبعد الحادث الشهير لحريق مدرسة البنات في مكةالمكرمة والذي شهد عدة ضحايا آنذاك وجه حينها وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز بتشكيل لجنة خماسية من الدفاع المدني، إدارة التربية والتعليم، الأمانة، وجهات أخرى لمتابعة الأمر، بحيث لا يمكن السماح لأية مدرسة بالعمل إلا بعد التصريح من الجهات الخمس سواء كانت أهلية أو حكومية، ولذلك لا يمكن السماح لأية مدرسة بفتح أبوابها قبل التأكد من توافر كافة وسائل السلامة. • وماذا عن مدرسة براعم الوطن، هل توافرت بها وسائل سلامة؟ فور وصولي لموقع الحادث أمس الأول دخلت إلى المدرسة، وتأكدت بنفسي من وجود وسائل السلامة مكتملة من مختلف التجهيزات سواء فيما يتعلق بأجهزة الإنذار أو أدوات الإطفاء مع تحديد ثلاثة مخارج للطوارئ وفقا للأنظمة. • ولكن لماذا حدثت الوفيات والإصابات إذن؟ هذا قضاء وقدر حصل بسبب الذعر الذي أصاب الطالبات والمعلمات، بسبب الدخان الكثيف المتصاعد من موقع الحريق. • وهل خرجت نتائج التحقيق حول أسباب الحريق؟ مازال العمل جاريا حتى الآن ولكن حادثة الحريق بدأت في البدروم وكان الدخان الشديد بسبب احتراق ألعاب الأطفال البلاستيكية، وهي مادة قوية جدا يجري اختيارها بعناية حتى لا تؤدي لإصابة الأطفال، لأنها بدون زوايا حادة، وهي مصنعة بطريقة جيدة ولكنها في حال اشتعالها يكون دخانها كثيف وهذا الذي سبب الذعر والإصابات. • ولكن أين كان مصدر النار تحديدا؟ كان في البدروم في موقع الكمبيوترات والألعاب، وهنالك لجنة مشكلة من الدفاع المدني والأدلة الجنائية، تعمل حاليا على رفع العينات للتأكد من أسباب الحادث. • هل هنالك شك ولو بنسبة بسيطة أنها بفعل فاعل؟ حتى الآن لم يرد ذلك في تقرير اللجان ولا نعتقد ذلك. • فيما يتعلق بوسائل السلامة لاحظ البعض وجود شبك حديدي على النوافذ منع من إنقاذ الطالبات؟ الشبك الحديدي كان في الدور الأول فقط، وهو أمر طبيعي لتوفر الأمانة للمدرسة ومطابق للمواصفات والمقاييس. • لكننا شاهدناه حتى في الأدوار العليا؟ الشبك الحديدي في الأدوار العليا مرتبط بالنوافذ وليس من خارجها، يعني أن أي شخص من داخل المدرسة يمكن أن يفتح الشباك الحديدي، وأكبر دليل على ذلك أن إحدى المتوفيات رحمها الله قفزت من نافذة في دور علوي. • إذن ما هو تقييمك لوسائل السلامة في هذه المدرسة؟ الحقيقة أنها من أفضل المدارس التي طبقت وسائل السلامة، لأنها أصلا صممت لتكون مدرسة أهلية وليست مستأجرة، ولكن قضاء الله وقدره أدى إلى نشوب الحريق وحالات الوفاة والإصابات. • ولماذا تعزوا ما حدث إذا كانت المدرسة قد استوفت شروط السلامة؟ مثلما أخبرتك أن التدافع والهلع والخوف أدى إلى حدوث ذلك. • مسؤولو المدرسة أكدوا تنفيذهم لخطط الطوارئ بشكل مستمر، هل تعتقد أن تلك الخطط لم تنجح حين تطبيقها واقعيا؟ وفقا للدراسات العلمية المتخصصة أن الإنسان الطبيعي المتعلم ولو معه شهادة الدكتوراة يفقد 50 في المائة من تفكيره، وذلك غالبا ما يؤدي التدافع والهلع لما حدث، وتطبيق خطط السلامة تحتاج إلى شيء من الهدوء. • فيما يتعلق بزيارة أمير منطقة مكة، هل وجهكم خلال الزيارة بتوجيه معين؟ كنت على اتصال مباشر بالأمير خالد الفيصل خلال الحادثة، وقال لي إنه سيأتي، وطالب بعد زيارته برفع تقرير عاجل عن الحادث والمدرسة ومعلومات عن الحدث بالكامل. • هل استدعيتم مالك المدرسة للتحقيق؟ طبعا مالكة المدرسة جرى استدعاؤها على الفور، وأخذ إفادتها هي والمتواجدين في المدرسة، والتحقيق مستمر من قبل الدفاع المدني والأدلة الجنائية التي ستجري تحليلا في المختبرات العلمية للتأكد من أسباب الحادث. • هل تعتقد أن جدة في حاجة لمراكز دفاع مدني جديدة؟ من الطبيعي أن نطالب بمراكز جديدة، ولكن هناك مراكز جيدة تغطي مختلف الأحياء يبلغ عددها 32 مركزا تؤدي واجبها على أكمل وجه.