قيل إن آخر ما تلفظ به الخليفة عمر بن عبد العزيز قبيل وفاته هو الآية (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين) ودمعت عيناه ومات عليها كأنه كان يأمل أن يكون تحقيقه لاشتراطها شفيعا له، فالسبب الرئيسي لأغلب تعاسة البشر ومظالمهم على المستوى الفردي والجماعي هو إرادة العلو أي إرادة الهيمنة وإخضاع الآخرين لتلك الهيمنة، وكثير من العنف الأسري والعنف من قبل كل ذي سلطة من المعلم إلى زعيم الدولة هدفه إخضاع من تحت سطوته لهيمنته، والإنسان يولد بقابلية فطرية للشعور بالحرية والمساواة ولكي يمكن لفرد تحقيق الهيمنة يجب أن يضع فردا آخر أو جماعة في مكانة دونية ويخضعهم لسلطانه بقوة القهر والجبر والاستبداد وكل مساوئ الأخلاق المستكبرة وبما أنه لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر كما يقول الحديث النبوي لهذا صرحت الآية بأن شرط دخول الجنة هو أن لا يكون الإنسان مجرد إرادة يخضع الآخرين لهيمنته المستعلية والتي قرنتها الآية بالفساد، لأن تلك النزعة المستعلية تجعل المستعلي لا يحترم حرمات وحقوق وكرامة من يخضعهم لهيمنته بل سيعمل على استغلال ذلك الخلل في العلاقة لصالحه وإن حاولوا المطالبة بحقوقهم يحدث لهم ما رأيناه في الثورات العربية من استباحة صاحب السلطة لدماء وأعراض ومقدسات شعبه لأجل إبقائهم خاضعين لهيمنته، ولهذا تستفز النزعة المستعلية ردات الفعل المضادة، وكثير من العنف الأسري المضاد من الأبناء تجاه الوالدين سببه تعرضهم للعنف وسوء المعاملة، وعند الله لا فارق بين مستعل كبير وآخر صغير (إن الرجل ليكتب جبارا وليس عنده إلا أهل بيته). ابن حبان والطبراني وأحمد. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 217 مسافة ثم الرسالة