عانت بعثة «عكاظ» مثل بقية الصحف المحلية من عدم توافر موقع داخل المشاعر المقدسة بعد اعتذار كل الجهات والشركات والمؤسسات عن استضافة الإعلاميين، كما كان يحدث في السنوات السابقة، وغادرت البعثة مساء السادس من ذي الحجة إلى مكةالمكرمة لتغطية حج هذا العام 1432ه، واستقرت في مكتب «عكاظ» في العزيزية فجر السابع منه، وبدأت رحلة عمل دؤوب وشاق من نوع خاص، حكايات ومفارقات جميلة عكستها تغطية متميزة ولله الحمد. وعلى الرغم من وجود بعض المنغصات والمعوقات التي واجهت بعثة «عكاظ» لحظة وصولها إلى المكتب في العزيزية: إعادة تهيئة المكتب لاستيعاب أفراد البعثة البالغ عددهم 28 محررا ومصورا وفنيا. صعوبة التنقل من العزيزية إلى داخل المشاعر المقدسة، وصعوبة مواكبة الأحداث الطارئة في الوقت المحدد؛ نتيجة الزحام الشديد. وعلى الرغم من هذه العقبات تمكن فريق بعثة «عكاظ» من تجاوزها بدعم كبير من المركز الرئيس وتفهم الزملاء في جدة لطبيعة الحدث وحجم المعوقات، وفي المحصلة خرجنا بعمل يستحق كل لحظة تعب ومعاناة بذلت من أجله. فريق التغطية نجح فريق بعثة «عكاظ» إلى حج هذا العام في تكريس مفهوم الفريق الواحد والعمل على قلب رجل واحد بكل ما في الكلمة من معنى. ألفة، تكاتف، مبادرة، إبداع، أخوة، تجاوز الضغوطات، صراع محموم مع الوقت لتحقيق منتج نوعي ومواكب للحدث وتجاوز عقبة الموقع، انتقوا منها ما شئتم كلها عناوين لهذا الفريق الحلم، وكل فرد من أفراد هذا الفريق كان قائدا للعمل بمفرده، جميعهم كانوا خلاقين حد الدهشة والإبداع، جميعهم كانوا رجالا فوق كل المعوقات وبعد المسافات والزحام الشديد، جميعهم كانوا رموزا للتحدي والمهنية فهنيئا ل «عكاظ» بهم: • ماجد المفضلي: يصر هذا الرجل دائما على أن يثبت أنه أخ حقيقي للجميع، خير عون ودعم، «قوموا أيها الأشاوس»، عبارة يسمعها الزملاء بصوته الجهوري يوقظهم من النوم كل صباح، شعر الجميع بحفاوته البالغة في مكتب مكة وكأنهم في بيته، تجاوز هذا العام ظرفه الخاص ومرض والده ليثبت كم «عكاظ» أثيرة عنده، أتمنى لوالد ماجد الشفاء العاجل، ولك الشكر أيها النبيل. • عبد العزيز الربيعي: وجود هذا الرجل يعني البسمة والمرح والبهجة التي تخفف عن الجميع عناء يوم عمل شاق، لا صعب يقف في وجهه ولا يقول لا للعمل أبدا، لا يعرف المستحيل ولا يعترف بالصعاب، عبدالعزيز علامة فارقة في الفريق ووقود محفز للعطاء الجميل لدى الجميع. • عادل المالكي: نجم البعثة بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى، «فلتر» المواد الصحافية، يعيد صياغتها بسرعة صاروخ ودقة مجهر، لا تفوته شاردة ولا واردة، ورغم الكم الهائل من المواد التي يتعامل معها يصر على النزول إلى الميدان لإشباع نهم الصحافي المشاغب في داخله ليخرج قصة خبرية لا يجيد كتابتها غيره. • علي غرسان: كعادته متألق دائما وصحافي من طراز رفيع، شعلة من النشاط لا يكل ولا يمل لا تراه إلا منهمكا في عمله قادرا على الجمع بين الكم والكيف بامتياز، تعرف المانشيتات طريقها إليه دائما، ويجيد اقتناص المادة الصحافية بمهارة. • نادر العنزي: مفاجأة بعثة «عكاظ»، التقيته لأول مرة وكأنما أعرفه من عقود طويلة، شمالي مختلف جدا، طاقة مذهلة، مبادر دائما، له من اسمه نصيب كبير، لأول مرة يعمل في المشاعر المقدسة ولكنه أثبت أنه منافس قوي لأهل مكة؛ فهو مثلهم أدرى بشعابها، لا يكاد ينتهي من مهمة عمل حتى يفاجئك بالسؤال: ماذا بعد؟. • نعيم الحكيم: «الجوكر»، هكذا يمكنك أن تصف هذا الرجل الخارق، وكما قلت عنه في العام الماضي: «مقدرة هائلة على العمل في كل المجالات، ومع كل الشخصيات، خلاق يجيد اقتناص الجوائز جيدا، يعمل بطاقة عشرة صحافيين معا، عندما تقرأ له توقن أنه خلق ليكون صحافيا، تجري الصحافة في دمه، يدخل إلى مناطق يعجز الآخرون حتى عن رؤيتها». • عبد الله الداني: هادئ، يعمل في صمت، لا يجيد العمل إلا في المناطق الشائكة، يجيد الرقص على الأشواك دون أن توخزه، مهووس بالتحرك قرب الخطوط الحمراء ولا يخشى ملامستها متى ما دعت الحاجة، يهتم بالكيف ولا يعير الكم اهتماما على حسابه. • عبد الكريم المربع: هذا الشاب قلت عنه سابقا إنه مستقبل الصحافة العكاظية، وما زلت مصرا على أنك لا تحتاج إلى تفكير كثير لتكتشف ذلك، تذكروا هذا الاسم جيدا، فالمستقبل سيكتب اسمه بحروف من ذهب. • حمدان الحربي: ينتابك شعور بأن هذا الرجل بينه وبين النوم خصومة أزلية، يباغتك في الصباح الباكر بكم هائل من المواد التي كانت تجبرني دائما على سؤاله: هل كنت تعمل وأنت نائم؟! حمدان الخبرة، الجودة، الحرص، خلطة متميزة لا تشبه إلا هو. • حاتم المسعودي: لبق، خلوق، هادئ الطباع، مشاكس القلم، جاهز دائما، صاحب لغة جميلة، قناص ماهر للمادة الصحافية التي لا يمكن أن تمر عليها مرور الكرام وحسب، ببساطة «لا توصي حريص». • شريف بن أحمد: أصغر أعضاء الفريق سنا، لكنه كبير بعمله، مهندس حقيقي ومنظم لفريق العمل، حلقة الوصل ما بين المادة الصحافية والصياغة والمركز الرئيس، يستكمل النقص ويتأكد من كمال المواد والصور والشروحات، ويتابع كل شاردة وواردة، ويقدم عملا صحافيا متقنا بمهنية عالية، يتمتع بهدوء نادر قادر على امتصاص أية لحظة توتر أو ضغط، دقيق إلى درجة تشعرك أن الخطأ ملغى من قاموسه. • حسين هزازي: متوثب دائما، مبكر دائما، لا يقف أمامه عائق، ولا يمر عليه شيء دون أن يستفز الصحافي في داخله، يذكرني بنايف هزازي «يسجل من أنصاف الفرص». • إبراهيم القربي: لا يختلف اثنان على أنه متمكن من أدواته بامتياز، لا يقول «لا» للعمل أبدا، مبادر دائما ويفاجئك بما لم يخطر على بالك أبدا. • ماهر المصري: «سأفجر قنبلة»، كلمة يبادرك بها كلما قابلك ويفعل لكن بهدوء شديد، أتمنى لوالدته الشفاء العاجل بإذن الله. • إبراهيم خضير: سيتخرج هذا العام من الجامعة تخصص إعلام إذاعة وتلفزيون، صغير في العمر كبير في الطموح والموهبة، تذكروه جيدا فالمستقبل سيخبركم عنه الكثير. • عمرو سلام: ترتعد فرائص الكاميرا عندما يمسك بها، المهندس الحقيقي لفريق التصوير، مبدع من طراز خاص، يعمل أكثر مما يتكلم، ويفسح لصوره الرائعة المجال لتتحدث عنه أكثر، عدسته لا تلتقط الصور الباهتة أبدا، وصورته خبر صحافي مكتمل لا يحتاج لكتابة أبدا. • طارق محمود: «المعلم»، سيد الطائرات وعراب صور الجو، يوجه الطيارين ويدير دفة الطائرة إلى حيث تشتهي كاميرته وله ما يريد دائما، ولا تجري الرياح بما لا يشتهي طارق، وهو على الأرض قبطان ماهر، قادر على التقاط أدق التفاصيل وهو يسير بسرعة على دراجته النارية، مزاجه صعب عندما تحاول العدسة التمرد عليه. • غازي عسيري: الرجل الذي يتفوق على نفسه دائما كلما خاض غمار التحدي، شاب خلق ليعيش في عالم الكبار عندما تستفزه الأحداث، تجذبه الصورة المدهشة فينساق وراءها بلا إرادة، مسير وراء إبداعه غير مخير، أوقف قلوبنا جميعا عندما احتجزه المصعد في قبو بناية المبنى المظلم وناداه باسمه صديق قديم من الجن، لكنه لم يخف «لا تفهموه غلط». • حسن القربي: يملك كاريزما الفنان الحقيقي، ما عليك إلا أن تقرأ ملامحه لحظة التقاطه لصورة، يتسلق الجبال والجسور الشاهقة بحثا عن صورة تغازل عدسته حد الغواية، مصور سعودي بمواصفات عالمية. • فهد العداين: مبدع، سيد التفاصيل التي لا يراها الآخرون، عدسته لا تجيد التقاط المكرور السائد المهمل الملقى على قارعة الطريق أمام كل المارة، عدسته مجنونة مثله، لا يتعب، لا يقول لا لأية مهمة، لا يعتذر عن الشقاء أبدا. • سعيد الشهري: هادئ الطباع، بالكاد تسمع له صوتا، ولكنك لا تحتاج لأي جهد لتكتشف كم هو مبدع وخلاق ويملك عدسة من طراز نادر، مصور شاب خلق لتألفه عدسة الكاميرا، قادر على ترويض المشهد واختزاله في لقطة لا يقدر على التقاطها غيره على الإطلاق. • جلال الدين بولي سيري: مهندس كمبيوتر خلاق ومبدع، خبرة طويلة مع بعثات «عكاظ» إلى الحج على مدى 17 عاما، مهندس التقنية، وطبيب الأعطال الذي لا يقف في وجهه شيء، هندي يفهمنا أكثر مما نفهم أنفسنا، لا تحتاج لأن تخبره ما تريد، يفهمك قبل أن تتحدث، وينجز العمل قبل أن تطلبه. • ميرزا: مهندس كمبيوتر ثان ومبدع بمهارات عالية، لا صعب يقف في وجهه، ولا عطل عصيا عليه، المستحيل ليس في قاموسه أبدا. الذي كان على اتصال دائم بالبعثة لحظة بلحظة، يدعم العمل الجيد ويقوم النقص. • أحمد السلمي: الحاضر دائما، المتأهب لتلبية كافة احتياجات فريق العمل في أي وقت، ودون كلل أو ملل، لا يكترث للمسافات ولا للزحام الخانق على الطرقات، البعيد عنده قريب جدا، والصعب عندنا أسهل مما نتخيل عنده. • حسن النجار: «إذا احتجت شي اطلبني أجيك لو في آخر الدنيا»، هذا هو ببساطة حسن النجار، مهندس المكان وراحة الفريق، يختصر بهذه الكلمات كلما تحدثت معه كل ما يمكن أن يقال عنه. • محمد إسلام نور الحق: مسؤول الخدمات ومهندس رؤوس العاملين، يقرأ ملامح وجهك ويحضر لك ما تحتاجه دون أن تطلبه، ما أن تمسك على رأسك حتى تجده أمامك بحبة بنادول و «بيالة شاي». النجوم الحقيقيون النجوم الحقيقيون الذين وقفوا وراء نجاح عمل بعثة «عكاظ» إلى الحج لم يكونوا أفراد بعثة «عكاظ» في المشاعر المقدسة فقط، بل كان الزملاء في تحرير «عكاظ» في المركز الرئيس في جدة، ربان سفينة «عكاظ» الأب الروحي للفريق رئيس التحرير الذي لا ينام محمد التونسي الذي كان على اتصال دائم بالبعثة لحظة بلحظة، يدعم العمل الجيد ويقوم النقص، الحائلي الأنيق الشرس المهذب محمد الشمري، عبدالله الحارثي، خالد طه، سعيد الأبيض، محمد الهتار، سلطان العوبثاني، وأقسام الإنتاج والإخراج أحمد التلي، عادل الحربي، سالم الهلالي، علي الفيفي، عادل عريشي، ومبدعي التنفيذ الرائعين، والمراجعة النهائية طاهر حميد، والتصحيح علي الكاملي وفريقه المتألق. انسيابية مذهلة مرت تجربة تغطية حج هذا العام بسلاسة متناهية وانسيابية مذهلة، بدون منغصات وبتفاهم بين الجميع منقطع النظير، شكرا للجميع، تشرفت برئاسة فريق بعثة «عكاظ» إلى المشاعر المقدسة وتشرفت بكم جميعا، تعلمت منكم ما يجعلكم جميعا أساتذة لي، لكم مودتي وقبلة امتنان على جبين كل منكم.