قفزت ثقافة الأناقة في أوساط الشباب خطوات كبيرة، إما من ناحية الملابس والأزياء والإكسسوارات، أو في الشكل العام من حيث السحنة وقصات الشعر. وتتنامى الظاهرة يوما بعد آخر حتى تجاوزت السائد؛ لتصل إلى مراحل متقدمة من التشكيل الفني والرسم الإبداعي وتداخل «الصرعات» و«الموضات» العالمية مع شيء من الإبداع الفلكلوري والتاريخي، ولجأ الكثير من الشباب ل «النيو لوك» و«الستايل»، وأصبحت لدى الشباب ثقافة «الصنفرة» أي تنظيف البشرة التي تعد حاليا إحدى ركائز صوالين الحلاقة الرجالية مع تحديثات في مجال الشعر و«السكسوكة» وصولا للوشم على الجسد، والماكياج. وبالتزامن مع كل ذلك، تسابقت محلات الخياطة الرجالية لابتكارات وتصميمات ترقى لذائقة الشباب في الملابس، وصولا للصناعات العالمية التي ركبت الموجة، حيث انتشرت أشمغة وغتر جريئة من ناحية اللون والخطوط والتصميم، فاختلط الحابل بالنابل أو الخياط بالحلاق، وتمايزت الموضات وال«لوكات» بين تغيير طبيعي مطلوب وبين تقليد خاطئ وممارسة سلبية. وعلى الرغم من جرأة الشباب ناحية التطبيق والممارسة إلا أن «العيب الاجتماعي» لا يزال مسيطرا على شريحة كبيرة منهم، في عدم رغبتهم في الظهور إعلاميا، مع تأكيدهم على أنهم لا يرون فيها أية محاذير، وأنهم لا يخجلون منها، مشيرين إلى أن الإعلاميين والفنانين وبعض النخب الاقتصادية والإعلامية بما في ذلك الكهول وكبار السن وليس الشباب فقط برعوا في هذا الشأن، مؤكدين على أن سطوة الثقافة الجديدة ستعم كافة الأوساط الاجتماعية عاجلا أو آجلا، وستغيب سطوة النقاد الشكلانيين والجمود النمطي وتحديدا في أنماط (الثياب) الجديدة. وقال الشاب ريان س إن «حاجز الخوف من المجتمع وهمي وسينكسر مع الإصرار الشبابي على نشر هذه الثقافة الجديدة وبمساهمة من الإعلام والرواد في التغيير والتطور الاجتماعي، وستأتي لحظة انتشار الثياب والأزياء الجديدة؛ لنجد أن الجميع سيختارون تجاوز مرحلة الثبات على خيارات تفصيل متقاربة «سعودي، كويتي، وقطري». فيما أكد الشاب مساعد م، على أن «الإخراج الفني للثياب سيطيل عمر الثوب السعودي ومنافسته للأنماط الأخرى وهو الزي الوطني الذي نفتخر به ونسعى لتطويره بما يكفل استمراره»، مؤكدا «تداخل الصرعات الغريبة مع التطوير الحقيقي أثر سلبا وشوه الرؤية تجاه اللوكات في زخرفة وتطريز الثياب». ومن ناحية الشكل العام، نجد أن الشباب تفننوا في رسم (السكسوكة) وإخراجها بأشكال ورسومات تبدأ من الجميل وحتى الدقيق، وصولا للغريب والمختلف جدا، حتى أن البعض منهم عمدوا إلى قص الشعر على (الصفر) مع إبقاء صورة أو رسمة في أحد أنحاء الرأس أو إطالة الشعر للحد الذي يتجاوز الكتفين، أو نفشه وتشكيله بما يعرف ب(كدش) وقصات أخرى مستوحاة من فنانين ولاعبي كرة عالميين. يقول المزين الرجالي (حلاق) ناظم أوزدوك تركي الجنسية إنه يعرض كتالوجات وتصاميم خاصة بالشعر للرجال سواء في الوجه أو على الرأس على الشباب لاختيار ما يرغبون، ويضيف «تتنوع موضات اللحى وكل له ذوقه، وبعض الشبان يوجهونني إلى عمل تصميمات خاصة بهم، ونحقق له طلبه وكل شيء بسعره»، كذلك أكد الحلاق سردار شريفي، أن صوالين الحلاقة تلاقي إقبالا كبيرا في أيام الأسبوع كافة وفي العطل الأسبوعية تحديدا، مشيرا إلى أن «مسمى صالون حلاقة تجاوزه الزمن، إذ أصبحت الصوالين معامل فنية لعمليات التزيين والتجميل».