تحدث وليد المعلم.. واجتر كل ألفاظ معجمه البعثي التعبوية، وبلا ألم .. اعتذر «المعلم».. وهو أحد «المستأسدين» ، عن الهجوم على السفارات، رغم يقينه بماتفرضه أحكام اتفاقية «فيينا» للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961م، ومنطوقها الحمائي الذي يشمل الممثل الدبلوماسي ودرء الاعتداء عليه، أو على حريته أو على اعتباره، فضلا عن واجب حماية مقرالبعثة الدبلوماسية، وأن هدف هذه المزايا والحصانات تأمين أداء البعثات الدبلوماسية لأعمالها على أفضل وجه كممثلة لدولها، وهذه الاتفاقية تعني أن الحراسة التي كان النظام السوري يوفرها للسفارات واجبة وفق ميثاق دولي. تحدث هذا «المعلم» بلا ندم ... بل وتجاوز أن الثقافة الموروثة عملت على صوغ الذهنية الحاكمة وتهيئتها نفسيا، أخلاقيا، وسلطويا، متوخية في الآخر القبول والرضى والطاعة. وهي في مجملها بنود ل «فرمانات» لخلق البيئة المثالية لطغيان الحاكم واستبداده. وأنتجت إنسان الخوف والخضوع القسري. فمن ناحية لا يحمل حديث المعلم وزر روح الجماعة المغلوبة على إرثها الإملائي، بل افترض أن تظل الجماعة في حالة اللا فعل، ويتفق معها عندما تأخذ منحى الانصياع والاستسلام. وقد يعلم أو لا يعلم، بوصفه «معلم»، أن روح الانضمام إلى الآخر السلبي غالبا لدواعي تكوين جمع يتبنى حالة القطيع، وليس حالة تمرد. ربما، يتقمص هذا الوزير، قريبا، روح الفردية، أي مفهوم «الخلاص الفردي»، وأنجع السبل إلى إطلاق الساقين للريح، وكذا بقية «المستأسدين». وضمن حالته «معلما»، .. يعيش حالة انفصام متجذرة في ذهنية النخبة السياسية، والتي عمدت، منذ بواكيرها، على تدجين الفرد بالخنوع لسلطة الحاكم «الملهم» كيفما كانت سيرته، وكيفما كان سلوكه. ولا علاقة للمعلم هنا بروح الفعل الجماعي المؤثر، بل إلى الجانب السلبي من الروح الفردية، أي الذاتية، الأنانية، الاستعلاء، والحرص على نبرة الخلاص الفردي في لحظات الشدائد والنوازل. إن انحسر حراك الفعل الجماعي، في المجتمع السوري يوما، وتمخض ذلك، في البدء، عن احتجاج الأقلية المعارضة «الاستحيائي» في مواجهة الفئة المهيمنة الحاكمة، مرد ذلك إلى الشرط المثالي والبيئة الحاضنة للاستلاب العام، فضلا عن حامل فيروس احتجاج الأقلية، وهو الطبيعة السياسية القمعية للسلطة السورية، كما أن هناك السيطرة الإيرانية على مقدرات الواقع السياسي في البلاد، جميعها استقدحت احتدام الفعل الجماعي. الاحتجاج الذي تمارسه الأكثرية في المشهد السوري الآن، كانت ترفده مظاهر الإحساس بالعجز، قلة الحيلة، وضيق السبل، فاستحال هذا العجز، من احتجاج وهو سلبي إلى الانفجار الجمعي، وإلى مناهضة مقننة إيجابية، كما هو الحال من حلب إلى إدلب، وتكفيرا عن تقاعس الاحتجاج السلبي في السابق إلى مبلغ المناهضة الجمعية حتى مباني الجامعة العربية. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 242 مسافة ثم الرسالة