لم تكن دعوة النظام السوري إلى عقد قمة عربية طارئة سوى امتداد للمراوغة التي يتقن النظام السوري ممارستها كسبا للوقت، كي يتمكن من الاستمرار في قمع الانتفاضة الشعبية ضده بقتل مزيد من الأبرياء شيوخا وأطفالا ونساء ورجالا عزلا وكذلك تدمير ممتلكاتهم وقصف منازلهم. لم تكن الدعوة إلى عقد قمة عربية غير امتداد للمراوغة التي مارسها النظام السوري حين أعلن عن قبوله للمبادرة العربية في العلن، ثم راح يعمل على نقض كل حرف فيها بممارساته القمعية ضد مواطنيه، على نحو لا يعبر عن غير الرغبة في الانتقام من شعبه بعد أن فضحت معاملته لهذا الشعب ما يدعيه من حرص عليه، وما كان يزعمه من علاقة ولاء وانتماء تربط بين النظام والشعب. وإذا كانت الدعوة إلى عقد قمة عربية مجرد ادعاء ومراوغة، فإن الرفض لهذه الدعوة هو الإجابة الصحيحة لهذه الدعوة، وفي ذلك الرفض كسب للوقت وتفويت لفرصة المماطلة التي تمكن النظام السوري من الفتك بمزيد من مواطنيه. وحين تعلن سورية التي لا يزال نظامها يتخبط في قراراته عن مقاطعتها للاجتماع الوزاري الذي عقد يوم أمس في الرباط، فإنها تستمر في مراوغاتها، فهي تعلم يقينا أنها لن تكون شريكا في هذا الاجتماع بناء على قرار جامعة الدول العربية بتعليق مشاركاتها في أعمال الجامعة جزاء لها على ما يمارسه نظامها مع شعبه وما يحاول أن يلجأ إليه من مماطلة وتلاعب في التعامل مع قرارات الجامعة العربية. لم يبق أمام النظام السوري سوى خيار واحد أن يستجيب لمطالب شعبه فيرحل، أو أن ينتظر قرارات عربية وإقليمية ودولية تؤكد وقوف العرب والشرفاء في العالم إلى جانب الشعب السوري بدءا من الحماية وانتهاء بإسقاط النظام. للتواصل أرسل رسالة SMSإلى 88548 الأتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة