أبلغ «عكاظ» أمين منطقة جازان المهندس عبدالله بن محمد القرني عن قرب انفراج مشروع ضاحية الملك عبدالله في منطقة جازان، البالغ عددها 40 ألف قطعة سكنية لأهالي المنطقة، بعد توقفها لسنوات طويلة بسبب تأخر صرف الميزانيات المخصصة للبنية التحتية. جاء ذلك، بعد أن رفع لأمير منطقة جازان طلب بتوزيع الأراضي على أجزاء ودفعات بمعدل خمسة آلاف قطعة، على أن تبدأ الأمانة بتوفير البنية التحتية للضاحية للاستفادة منها في أقرب وقت ممكن. وقال القرني، في أول حوار عقب تعيينه أمينا للمنطقة إن «توقف المنح لذوي الدخل المحدود يأتي بسبب ظهور مالك للأراضي المخصصة للتوزيع، ويجري حاليا تقريب وجهات النظر بين الأمانة والمالك لتعويضه، أو تحديد مواقع خاصة به؛ نظرا لامتلاكه أربعة صكوك صادرة من المحكمة الشرعية». واعتبر القرني مقطع اليوتيوب الذي أطلق علية «فضيحة أمانة جازان» مبالغا فيه رغم اعترافه بالتقصير، وقال «بابي مفتوح لجميع أهالي المنطقة لاستقبال شكاواهم حول نقص الخدمات، ومن يقول خلاف ذلك غير منصف». واعترف القرني بتقصير بعض البلديات الفرعية في أداء مهماتها، مرجعا السبب إلى تأخر المقاولين في إنجاز المشاريع المسندة إليهم بسبب عدم وجود نظام رادع للمتقاعسين، مستشهدا على ذلك ببلديتي صبيا وأبي عريش، ووعد بإنهاء المعاناة التي يواجهها السكان، فإلى الحوار: • أوقفت أمانة جازان المنح السكنية لذوي الدخل المحدود، وانشغلت بتوزيع المنح السامية، إلى متى سيطول انتظار ذوي الدخل المحدود في الحصول على منح سكنية؟ لم نتجاهل ذوي الدخل المحدود، حيث سبق للأمانة أن وزعت في السنتين الماضيتين قرابة 1200 قطعة سكنية لذوي الدخل المحدود، وتم الانتهاء من إجراءات المنح الأخرى تمهيدا لتوزيعها، وجاء توقف المنح بسبب ظهور مالك للأراضي في المواقع المخصصة مدعما بأربعة صكوك صادرة من جهة تشريعية، ونسعى حاليا لتقريب وجهات النظر وتعويض المالك بقطع في مواقع أخرى، كون ترك المالك في الموقع سيعوق قدرة الأمانة في التصرف في البنية التحتية والطرق المحورية، كما سيؤثر ذلك على المخطط العام للمشروع، وسيتم الانتهاء قريبا من موضوع الأراضي وتوزيع المنح على المواطنين، أما بالنسبة للمنح السامية فهي تأتي من الملك وفق مساحة معينة يتم تحديدها في مواقع معينة بأمر ملكي. • تم اعتماد مشروع ضاحية الملك عبدالله بأمر ملكي منذ عشر سنوات، ولايزال قرابة ال 40 ألف مواطن قيد الانتظار للحصول على منح سكنية. صدرت توجيهات بعدم تسليمها إلى المستفيدين حتى الانتهاء من مشروع البنى التحتية، ويمكن للمواطن البناء دون انتظار الحصول على الخدمات، ولكن يعود سبب توقفها لعدم وجود ميزانيات كافية للانتهاء من البنية التحتية من شبكات الصرف الصحي والكهرباء والاتصالات، وسبق أن رفع خطاب لأمير المنطقة جازان بطلب توزيع الأراضي على مراحل، وتجهيز خمسة آلاف قطعة وتوزيعها بمساندة جهات أخرى، ولانزال ننتظر توجيهات أمير المنطقة بهذا الخصوص. • بعض البلديات أثبتت عجزها في تعثر المشاريع وعدم قدرتها على معاقبة المقاولين؟ نعترف بأن لدينا قصورا في العديد من الجوانب التي يلمسها المواطن، ويعتقد أنها بسبب تقاعس البلديات أو الأمانة، ولا ندعي الكمال، ولكن في الجانب الآخر نواجه معاناة مع المقاولين في عدم تنفيذ المشاريع بالشكل الصحيح، وعدم الالتزام بمعايير الجودة في تنفيذ العمل والمواد المستخدمة في المشاريع، ما تسبب في نشوء الكثير من المشكلات، ومع ذلك لا توجد لدينا الصلاحيات الكافية لإيقاف تلك المشاريع أو سحبها من المقاولين المتعثرين، كما أن الأمانة لا تستطيع منع المقاول من الدخول في المناقصات، وحاليا يجري العمل على إيجاد حلول لإنهاء معاناة أهالي أبو عريش وصبيا وغيرها من المحافظات في أقرب وقت ممكن. • تعليقك على «فضيحة أمانة جازان» في المقطع الذي تداوله ملايين المشاهدين عبر اليوتيوب؟ اطلعت على المقطع وأعتقد أنه مبالغ فيه، وقد يكون لجهات أخرى يد في ذلك، فهناك عدد من الجهات تشاركنا الشوارع وليس فقط الأمانة، ولا نتجاهل نقص الخدمات ووجود الحفريات في الشوارع، والعمل جار على معالجتها، والمنطقة مقبلة على نهضة كبيرة في كافة الخدمات. • ما الخدمات التي تعمل الأمانة على تنفيذها في الوقت الحالي؟ مشروع الواجهات البحرية، أعتقد أنه مشروع فريد من نوعه وستتميز به منطقة جازان، وسيكون معلما جماليا وسياحيا بعد الانتهاء من تنفيذه، فالأمانة تواجه التمدد السكاني بالعديد من المشاريع، وتساهم بشكل كبير في تنفيذ مشاريع الواجهة البحرية على أحدث التصاميم، وسيلمس المواطن ذلك بعد الانتهاء من هذا المشروع العملاق، حيث بلغت الميزانيات المخصصة لمشاريع أمانة جازان والبلديات الفرعية ما يقارب المليار ريال، وعلينا أن نقر أن جازان في السنتين الماضيتين ليست هي قبل 10 سنوات من حيث الخدمات والتعداد السكاني والتوسع العمراني، وهذا يحتاج إلى بذل المزيد من الجهود لتطوير المنطقة. • تسبب غياب الجسور الحيوية في المنطقة في تلبك الحركة المرورية.. ماذا عملت الأمانة بشأن ذلك؟ نعترف بالمعاناة التي يواجهها السكان في التنقل خاصة في وقت الذروة، ويتطلب ذلك إعادة النظر في التخطيط وبعض الشوارع، وستنتهي معاناة الاختناقات المرورية التي تشهدها المدينة قريبا، حيث سيتم إنشاء جسور حيوية من خلال تخصيص مبالغ مستقلة لها في ميزانية العام الحالي، وهناك مشروع تم اعتماده في ميزانية هذا العام لجسور وطريق سريع يربط بين مدخل جازان الجنوبي دوار الحناوي مرورا بميدان التوحيد وميدان عكاظ، ليصل إلى الواجهة البحرية ومن ثم بجامعة جازان، وتم تسليمه لمكتب هندسي لتحديد مواقع الجسور والأنفاق، ويجري حاليا تحديث الكثير من البيانات لمنطقة جازان للبدء في المشروع. • لماذا تشهد أغلب القرى والمناطق الجبلية في منطقة جازان غياب النظافة إلى جانب تهالك أغلب الشوارع وغياب الخدمات الحيوية؟ لا ننكر التقصير ولا ندعي الكمال، وسبق وأسلفت أن هناك ميزانيات رصدت لأمانة جازان منها العام ومنها المخصص للبلديات الفرعية، التي تحتاج إلى تقديم خدمات للمحافظات والقرى، لدرء أخطار السيول وتعبيد الطرق، ولم تستثن مدينة أو محافظة دون أخرى، ونعد بتوفير الخدمات التي من شأنها تطوير المنطقة أسوة بمناطق المملكة الأخرى، أما بالنسبة لغياب النظافة فيعود ذلك إلى النقص الحاد في عمالة شركات النظافة، وكجهة مسؤولة نسعى لإيجاد حلول سريعة لخلق بيئة مثالية لسكان المدن والقرى والمراكز التابعة.